أحاديث أم المؤمنين عائشة - السيد مرتضى العسكري - ج ١ - الصفحة ٢٤٩
قالت: أبيت أبيت.
قلت: ما كان إباؤك إلا فواق ناقة بكيئة (*) ثم صرت ما تحلين ولا تمرين (*) ولا تأمرين ولا تنهين.
قال: فبكت حتى علا نشيجها (*). ثم قالت: نعم، أرجع، فإن أبغض البلدان إلي بلد أنتم فيه.
قلت: أما والله ما كان ذلك جزاؤنا منك إذ جعلناك للمؤمنين أما، وجعلنا أباك لهم صديقا.
قالت: أتمن علي برسول الله يا ابن عباس؟!
قلت: نعم، نمن عليك بمن لو كان منك بمنزلته منا لمننت به علينا.
قال ابن عباس: فأتيت عليا فأخبرته، فقبل بين عيني، وقال: بأبي ذرية بعضها من بعض (275).
وقال ابن عبد ربه: فجهزها بأحسن الجهاز، وبعث معها أربعين امرأة وقيل سبعين حتى قدمت المدينة.
وفي فتوح ابن أعثم (2 / 341): وقد كان علي (رض) أوصاهن وأمرهن ان يتزيين بزي الرجال عليهن العمائم فجعلت عائشة تقول في طريقها فعل بي علي وفعل ثم وجه معي رجالا يردوني إلى المدينة، فسمعتها امرأة فحركت

* فواق: ما بين الحلبتين من الوقت فان الناقة تحلب ثم تترك سويعة يرضعها الفصيل لتدر، ثم تحلب. ويقال: ما أقام عنده إلا فواقا، أي قدر ما بين الحلبتين، و " البكيئة " الناقة التي قل لبنها.
* فلان ما يمر وما يحلي: ما يتكلم بحلو ولا مر، ولا يفعل حلوا ولا مرا.
* النشيج: أشد البكاء. مثل البكاء للصبي إذا ردد صوته في صدره.
(275) لقد أوردت محاورة ابن عباس وأم المؤمنين من العقد الفريد 4 / 328 329 ط. لجنة التأليف. وأوردها ابن أبي الحديد 2 / 82 ط. المصرية، كذلك وابن أعثم في تاريخه ص 181 بتفصيل أوفى، واليعقوبي في 2 / 213 مختصرا وكذلك المسعودي في مروجه 5 / 197 بهامش ابن الأثير. وتفصيله في ترجمة ابن عباس من مجمع الرواة (4 / 14)، وفتوح ابن أعثم 2 / 339.
(٢٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 ... » »»