أحاديث أم المؤمنين عائشة - السيد مرتضى العسكري - ج ١ - الصفحة ٢٦١
بهم، وبلغ أبا عبد الله الخبر فوافى ساعة أضرمت النار عليهم فأطفأها واستنقذهم (304).
فابن الزبير هذا الذي يتقد غيضا وحنقا على بني هاشم، والذي استطاع أن يغير رأي أبيه على علي وهو ابن خاله، استطاع أن يسوق أم المؤمنين التي كان بينها وبين علي ما بينهما إلى هذه الحرب.
وقد روى ابن عبد البر أن عائشة قالت: إذا مر ابن عمر فأرونيه فلما مر ابن عمر قالوا: هذا ابن عمر! فقالت: يا أبا عبد الرحمن ما منعك أن تنهاني عن مسيري؟ قال: رأيت رجلا قد غلب عليك وظننت أنك لا تخالفيه (يعني ابن الزبير) قالت: أما أنك لو نهيتني ما خرجت (305). وكتب علي قبل الحرب إلى عائشة يقول: " لا يدعوك حب ابن الزبير وقرابة طلحة.. ".
وقالوا: إنها لما سمعت نباح كلاب الحوأب وتذكرت حديث الرسول وأرادت أن ترجع أتاها عبد الله بن الزبير فزعم أنه كذب من قال: إنه الحوأب، ولم يزل بها حتى مضت.
إذن فعبد الله بن الزبير كان وراء هذه الحرب وليس عبد الله بن سبأ الذي ما زال المؤرخون يلهجون باسمه منذ أكثر من ألف سنة كما سنذكره فيما يأتي.

(304) الأغاني 9 / 16 ط. دار الكتب.
وأبو عبد الله الجدلي هذا هو عبدة بن عبد، وكان المختار أرسله لانقاذ بني هاشم وقد ذكر الطبري في 7 / 136 واليعقوبي 3 / 7 8 وابن الأثير في 4 / 98 أن عبد الله بن الجدلي سار بجيشه حتى دخلوا المسجد الحرام ومعهم " الكافر كوبات " وهم ينادون: يا لثارات الحسين حتى انتهوا إلى زمزم وقد أعد ابن الزبير الحطب ليحرقهم وكان قد بقي من الاجل يومان، فطردوا الحرس وكسروا أعواد زمزم ودخلوا على ابن الحنفية فقالوا له: خل بيننا وبين عدو الله ابن الزبير، فقال لهم: إني لا أستحل القتال في حرم الله.. الحديث.
و " الكافر كوبات ": نوع من الخشب تسلحوا بها بدلا من السيف حفظا لحرمة الحرم فكان ابن الزبير لذلك يسميهم الخشبية.
(305) الاستيعاب ص 354 بترجمة عبد الله المرقمة 1518، وشرح النهج 4 / 481.
(٢٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 268 ... » »»