أحاديث أم المؤمنين عائشة - السيد مرتضى العسكري - ج ١ - الصفحة ١٨٤
فقالت: مالك؟ أتريد أن تفرق أمرنا؟ ليصل ابن أختي، فكان يصلي بهم عبد الله بن الزبير حتى قدم البصرة، فكان معاذ بن عبيد الله يقول: والله لو ظفرنا لافتتنا. ما خلى الزبير بين طلحة والامر خلى طلحة بين الزبير والامر (165).
ولقي سعيد بن العاص مروان بن الحكم وأصحابه بذات عرق فقال:
أين تذهبون وثاركم على أعجاز الإبل؟! أقتلوهم، ثم ارجعوا إلى منازلكم.
لا تقتلوا أنفسكم، قالوا: بل نسير، فلعلنا نقتل قتلة عثمان جميعا، فخلا سعيد بطلحة والزبير، فقال: إن ظفرتما لمن تجعلان الامر أصدقاني، قالا: لاحدنا أينا اختاره الناس، قال: بل اجعلوه لولد عثمان فإنكم خرجتم تطلبون بدمه، قالا: ندع شيوخ المهاجرين، ونجعلها لأبنائهم، قال: أفلا أراني أسعى لأخرجها من بني عبد مناف، فرجع ورجع عبد الله بن خالد بن أسيد (166) فقال المغيرة بن شعبة: من كان ههنا من ثقيف فليرجع. فرجع ومضى القوم معهم أبان بن عثمان، والوليد بن عثمان، فاختلفوا في الطريق فقالوا: من ندعو لهذا الامر؟ فخلا الزبير بابنه عبد الله، وخلا طلحة بعلقمة بن وقاص الليثي، وكان يؤثره على ولده، فقال أحدهما: إئت الشام، وقال الآخر: إئت العراق،

(١٦٥) وفي طبقات ابن سعد ٥ / ٢٣ بترجمة سعيد ولم يذكر قول سعيد: ان ظفرتما لمن تجعلان الامر؟
وسعيد هذا، هو ابن العاص بن أمية، وجده المعروف بأبي أحيحة كان من أشراف قريش وأمه أم كلثوم بنت عمرو العامرية، قتل علي أباه يوم بدر، وكان سعيد من أشراف قريش وفصحائهم، وهو أحد الذين كتبوا المصحف لعثمان واستعمله عثمان على الكوفة بعد الوليد، ولما قتل عثمان اعتز ولم يشهد الجمل وصفين، وكان معاوية يوليه المدينة إذا عزل عنها مروان ويولي مروان إذا عزله، توفي سنة تسع وخمسين. أسد الغابة ٢ / ٣٠٩ ٣١٠.
(١٦٦) عبد الله خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن أخي عتاب بن أسيد، استعمله زياد على بلاد فارس، واستخلفه على الكوفة زياد حين مات فصلى على زياد وأقره معاوية على الولاية. أسد الغابة ٣ / 149.
(١٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 ... » »»