قال: والله ما جعله الله فيهم. فلما رأى الرجل يخالفه، قال لبعض أهله:
إركب فانظر أحق ما يقول؟ فركب معه، فانطلقا وأنا أنظر إليهما حتى وقفا في جانب الخيل قليلا، ثم رجعا إلينا، فقال الزبير لصاحبه: ما عندك؟
قال: صدق الرجل.
قال الزبير: يا جدع أنفاه أو يا قطع ظهراه!
ثم أخذه افكل (*) فجعل السلاح ينتفض، فقال جون: ثكلتني أمي، هذا الذي كنت أريد أن أموت معه أو أعيش معه، والذي نفسي بيده، ما أخذ هذا ما أرى إلا لشئ قد سمعه أو رآه من رسول الله صلى الله عليه وآله.
وأخرج الطبري (189) عن علقمة بن الوقاص الليثي (190) قال:
لما خرج طلحة والزبير وعائشة (رض) رأيت طلحة وأحب المجالس إليه أخلاها، وهو ضارب بلحيته على زوره، فقلت: يا أبا محمد! أرى أحب المجالس إليك أخلاها، وأنت ضارب بلحيتك على زورك، إن كرهت شيئا فاجلس، قال: فقال لي: يا علقمة بن وقاص بينا نحن يد واحدة على من سوانا، إذ صرنا جبلين من حديد يطلب بعضنا بعضا. إنه كان مني في عثمان شئ ليس توبتي إلا أن يسفك دمي في طلب دمه.
وأخرج الطبري (191) عن عوف الاعرابي، قال: جاء رجل إلى طلحة والزبير وهما في المسجد بالبصرة، قال: نشدتكما بالله في مسيركما أعهد إليكما فيه رسول الله صلى الله عليه وآله شيئا؟ فقام طلحة ولم يجبه فناشد الزبير، فقال: لا ولكن بلغنا أن عندكم دراهم فجئنا نشارككم فيها.