أحاديث أم المؤمنين عائشة - السيد مرتضى العسكري - ج ١ - الصفحة ١٨٨
قالت: من يفعل ذلك؟ أزنيم بني عامر؟.. الحديث (173).
وقال ابن قتيبة:
لما انتهوا إلى البصرة، خرج إليهم عثمان بن حنيف عامل علي عليها، وتقابلوا في المربد، فخطبت أم المؤمنين وقالت:
إن أمير المؤمنين عثمان كان قد غير وبدل، ثم لم يزل يغسل ذلك بالتوبة حتى قتل مظلوما تائبا، وإنما نقموا عليه ضربة بالسوط، وتأميره الشبان، وحمايته موضع الغمامة، فقتلوه محرما في الشهر الحرام وحرمة البلد ذبحا كما يذبح الجمل، ألا وإن قريشا رمت غرضها بنبالها، وأدمت أفواهها بأيديها، وما نالت بقتلها إياه شيئا، ولا سلكت به سبيلا قاصدا. أما والله ليرونها بلايا عقيمة، تنبه النائم وتقيم الجالس، وليسلطن عليهم قوم لا يرحمونهم يسومونهم سوء العذاب.
أيها الناس! إنه ما بلغ من ذنب عثمان ما يستحل دمه، مصتموه كما يماص الثوب الرحيض، ثم عدوتم عليه، فقتلتموه بعد توبته وخروجه من ذنبه وبايعتم ابن أبي طالب من غير مشورة من الجماعة: ابتزازا وغصبا. ترونني أغضب لكم من سوط عثمان ولسانه ولا أغضب لعثمان من سيوفكم؟
ألا إن عثمان قتل مظلوما فاطلبوا قتلته، فإذا ظفرتم بهم فاقتلوهم، ثم اجعلوا الامر شورى بين الرهط الذين اختارهم أمير المؤمنين عمر، ولا يدخل فيهم من شرك في دم عثمان (174).
* (173) بلاغات النساء ص 9، وراجع العقد الفريد 3 / 98.
والبيان والتبيين للجاحظ، ط. السندوبي 2 / 209 210. " المسحاة المحماة ": موضع لسرف كان عثمان قد حماه لخليه وخيل بني أمية وكان عمر قد حماه لخيل المسلمين، و " الموص ": الغسل اللين والدلك باليد.
(174) الإمامة والسياسة 1 / 60، وابن أبي الحديد 2 / 499. والمربد: كان به سوق للإبل قديما، ثم سكنها الناس، وأصبحت محلة عظيمة يجتمع فيها الأدباء ويتبارون فيها. و " الموص ":
الغسل اللين والدلك باليد. و " الرحيض ": المغسول. (*)
(١٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 ... » »»