أحاديث أم المؤمنين عائشة - السيد مرتضى العسكري - ج ١ - الصفحة ١٨١
" وإنما وصلتكما بولاية أمور المسلمين " واسترد العهدين منهما، فعتبا من ذلك وقالا: " آثرت علينا " فقال: " ولولا ما ظهر من حرصكما فقد كان لي فيكما رأي " (154).
وفي الطبري (155): وسأل طلحة والزبير ان يؤمرهما على الكوفة والبصرة فقال: تكونان عندي فأتجمل بكما فإني وحش لفراقكما. وقد أورد ابن أبي الحديد في شرح النهج (156) تفصيل ما دار بينهما وبين ابن أبي طالب وكيف تلقيا مساواة علي بين المسلمين في العطاء عندما وزع بيت المال على المسلمين فأعطى لكل واحد منهم ثلاثة دنانير سواء المولى والعربي خلافا لما كان عليه الامر في عهد الخليفة عمر، وما دار من كلام واحتجاج حول ذلك (157).
وروى الطبري (158) ان طلحة قال: ما لنا من هذا الامر إلا كلحسة الكلب أنفه.
بقي طلحة والزبير في المدينة أربعة أشهر يراقبان عليا من قريب، حتى إذا أيسا منه وبلغهما موقف أم المؤمنين بمكة عزما على الخروج من المدينة، فأتيا عليا، فقالا:
إنا نريد العمرة، فأذن لنا في الخروج، فقال علي لبعض أصحابه: " والله ما أرادوا العمرة، ولكنهما أرادا الغدرة " (159) فأذن لهما في الخروج بعد أن جددا له البيعة فخرجا من المدينة، والتحقا بركب أم المؤمنين عائشة.
كما التحق بركبها بنو أمية، فإنهم كانوا يتربصون في المدينة، فلما بلغهم

(154) كان النبي لا يولي الحريص على الامارة. البخاري 4 / 156 ومسلم 5 / 6.
(155) الطبري 5 / 153، وط. أوربا 1 / 3069، وابن كثير 7 / 227 228.
(156) شرح النهج 11 من تقسيم المؤلف. (2 / 170 173).
(157) راجع كتاب الفتوح لابن أعثم 2 / 248.
(158) الطبري 5 / 153، وط. أوربا 1 / 3069.
(159) اليعقوبي 2 / 180، وابن أعثم 2 / 275، ط. حيدر آباد 1388 ه‍ 1968 م بلفظ مختلف.
(١٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 ... » »»