أحاديث أم المؤمنين عائشة - السيد مرتضى العسكري - ج ١ - الصفحة ١٨٩
وفي رواية الزهري (175) قام طلحة والزبير خطيبين، فقالا: يا أهل البصرة! توبة بحوبة، إنما أردنا أن يستعتب أمير المؤمنين عثمان، ولم نرد قتله، فغلب سفهاء الناس الحلماء حتى قتلوه، فقال الناس لطلحة: يا أبا محمد!
قد كانت كتبك تأتينا بغير هذا، فقال الزبير: فهل جاءكم مني كتاب في شأنه؟
ثم ذكر قتل عثمان (رض) وما أتي إليه وأظهر عيب علي، فقام إليه رجل من عبد القيس، فقال: أيها الرجل أنصت حتى نتكلم فقال عبد الله بن الزبير:
ومالك والكلام.
فقال العبدي: يا معشر المهاجرين! أنتم أول من أجاب رسول الله صلى الله عليه وآله فكان لكم بذلك فضل، ثم دخل الناس في الاسلام كما دخلتم، فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وآله بايعتم رجلا منكم، والله ما استأمرتمونا في شئ من ذلك، فرضينا واتبعناكم، فجعل الله عز وجل للمسلمين في إمارته بركة، ثم مات (رض)، واستخلف عليكم رجلا منكم، فلم تشاورونا في ذلك، فرضينا وسلمنا، فلما توفي الأمير جعل الامر إلى ستة نفر، فاخترتم عثمان، وبايعتموه عن غير مشورة منا، ثم أنكرتم من ذلك الرجل شيئا فقتلتموه عن غير مشهورة منا، ثم بايعتم عليا من غير مشورة منا، فما الذي نقمتم عليه فنقاتله؟ هل استأثر بفئ أو عمل بغير الحق أو عمل شيئا تنكرونه فنكون معكم عليه وإلا فما هذا؟ فهموا بقتل ذلك الرجل، فقام من دونه عشيرته، فلما كان الغد وثبوا عليه وعلى من كان معه، فقتلوا سبعين رجلا.
وأخرج الطبري (176) عن نصر بن مزاحم، قال: وأقبل جارية بن قدامة السعدي (177)، فقال: يا أم المؤمنين والله لقتل عثمان بن عفان أهون من

(١٧٥) الطبري ٥ / ١٧٨، وط. أوربا ١ / ٣١٢٧ ٣١٢٨.
(١٧٦) الطبري ٥ / ١٧٦، وط. أوربا ١ / ٣١٢٠ ٣١٢١.
(١٧٧) جارية بن قدامة بن مالك بن زهير التميمي السعدي، اختلفوا في ادراكه النبي، شهد حروب علي، وهو الذي حصر عبد الله بن الحضرمي بالبصرة وحرق عليه الدار بالبصرة لما أرسله معاوية إليها، أسد الغابة ١ / 263.
(١٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 ... » »»