أحاديث أم المؤمنين عائشة - السيد مرتضى العسكري - ج ١ - الصفحة ١٧٦
إنهم وجدوا طلحة لها كفؤا، لكأني أنظر إلى إصبعه وهو يبايع، حثوا الإبل ودعدعوها (*).
ولما انتهت إلى سرف (*) في طريقها إلى المدينة لقيها عبيد بن أم كلاب (148) فقالت له:
مهيم؟
قال: قتلوا عثمان (رض) ثم مكثوا ثمانيا.
قالت: ثم صنعوا ماذا؟
قال: أخذها أهل المدينة بالاجماع فجازت بهم الأمور إلى خير مجاز، اجتمعوا إلى علي بن أبي طالب، فقالت:
والله ليت أن هذه انطبقت على هذه إن تم الامر لصاحبك، ويحك انظر ما تقول؟!
قال: هو ما قلت لك يا أم المؤمنين، فولوت، فقال لها: ما شأنك يا أم المؤمنين!؟ والله لا أعرف بين لابتيها (*) أحدا أولى بها منه ولا أحق ولا أرى له نظيرا في جميع حالاته فلماذا تكرهين ولايته؟ إنتهى.
صاحبت أم المؤمنين: ردوني. ردوني. فانصرفت إلى مكة وهي تقول:
قتل والله عثمان مظلوما، والله لأطلبن بدمه! فقال لها ابن أم كلاب: ولم؟ فوالله إن أول من أمال حرفه لانت، فلقد كنت تقولين: أقتلوا نعثلا فقد كفر،

* دعدعوها: حركوها.
* سرف على بعد ستة أميال أو أكثر من مكة. معجم البلدان.
(١٤٨) هو عبيد بن أبي سلمة الليثي ينسب إلى أمه، وقد روى ما دار بينها وبين عبيد كل من الطبري ٥ / ١٧٢، وط. أوربا ١ / ٣١١١ ٣١١٢، وابن الأثير ٣ / ٨٠، وكنز العمال ٣ / 161، وابن سعد 4 / 88 بترجمة عبيد ابن أم كلاب مختصرا. وابن أعثم (2 / 248 250) ط. حيدر آباد 1388 ه‍، 1968 م، وجاء اسمه في الطبري عبد تحريف.
(*) لابتيها مفردها لابة، واللابة الحرة. وفي الحديث ان النبي حرم ما بين لابتي المدينة وهما حرتان يكتنفانها. لسان العرب. ومهيم كلمة استفهام ومن معانيها: ما وراءك؟
(١٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 ... » »»