فاسمعني كلام من على عثمان فسمعنا كلاما، منهم من يقول: ما تنظرون به؟
ومنهم من يقول: أنظروا عسى أن يراجع. فبينا أنا وهو واقفان إذ مر طلحة ان عبيد الله فوقف فقال: أين ابن عديس (136)؟.
فقيل: هاهو ذا.
قال: فجاءه ابن عديس فناجاه بشئ، ثم رجع ابن عديس فقال لأصحابه: لا تتركوا أحدا يدخل على هذا الرجل ولا يخرج من عنده. فقال عثمان: اللهم اكفني طلحة بن عبيد الله فإنه حمل علي هؤلاء وألبهم. والله اني لأرجو أن يكون منها صفرا وان يسفك دمه، إنه انتهك مني مالا يحل له..
قال ابن عياش: فأردت ان اخرج فمنعوني حتى مر بي محمد بن أبي بكر، فقال: خلو سبيله فخلوني..
وبلغ عليا أن القوم يريدون قتل عثمان.. فقال للحسن والحسين اذهبا بسيفيكما حتى تقوما على باب عثمان فلا تدعا أحدا يصل إليه..
فخضب الحسن بالدماء على بابه وشج قنبر مولى علي فلما رأى ذلك محمد ابن أبي بكر خشي أن يغضب بنو هاشم لحال الحسن والحسين فيثيروها فتنة، فأخذ بيد رجلين فقال لهما: إن جاءت بنو هاشم فرأت الدماء على وجه الحسن كشفوا الناس عن عثمان وبطل ما تريدون ولكن مروا بنا حتى نتسور عليه الدار فنقتله من غير أن يعلم فتسور محمد وصاحباه من دار رجل من الأنصار حتى دخلوا على عثمان وما يعلم أحد ممن كان معه لأنهم كانوا فوق البيوت ولم يكن معه إلا امرأته، فقال محمد بن أبي بكر: أنا أبدأكما بالدخول فإذا أنا ضبطته فادخلا فتوجاه حتى تقتلاه، فدخل محمد فأخذ بلحيته، فقال عثمان: لو رآك أبوك لساءه مكانك مني، فتراخت يده ودخل الرجل فتوجاه