النص والإجتهاد - السيد شرف الدين - الصفحة ٥٨٤
حسب الأمة - أمة الذكر الحكيم والفرقان العظيم - أن يتدبروا هذه الآية وما فيها من الوعيد الشديد بقوله تعالى: (وإن لم تفعل فما بلغت رسالته) ولو تدبروها لعلموا أن منزلة الولاية في دينهم الاسلامي الحنيف دون منزلة النبوة بمرقاة، وأنها من فصيلتها ولا سيما بعد قوله عز وجل في ختامها: (إن الله لا يهدي القوم الكافرين).
ألا ترون أن التهديد على تركها جرى في الذكر الحكيم مجرى التهديد على ترك التوحيد ﴿ولقد أوحينا إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين﴾ (924).
ولو أمعنت الأمة " أمة القرآن ومحمد " وتدبرت آية التبليغ، لعلمت أن لوازم الوعيد فيها إنما هو متوجه إلى أولئك المعارضين لتبليغ الولاية، لا إلى رسول الله، وحاشا لله أن يتوجه التهديد إليه نفسه، إنما هو على حد المثل العامي " إياك أعني واسمعي يا جارة " وكذلك قوله تعالى (لئن أشركت ليحبطن عملك) وإنما هو تهديد لمن يشرك بالله عز وجل، لا لسيد أنبيائه، وهذا أمر

(٥٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 577 578 579 580 581 584 585 586 587 588 589 ... » »»