النص والإجتهاد - السيد شرف الدين - الصفحة ٢٤٠
ولذا ترجح في نظرهم إسقاط هذا الفصل تقديما لتلك المصلحة على التعبد بما جاء به الشرع الأقدس. فقال الخليفة الثاني وهو على المنبر - فيما نص عليه القوشجي (1) في أواخر مبحث الإمامة من شرح التجريد، وهو من أئمة المتكلمين على مذهب الأشاعرة -: " ثلاث كن على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وأنا أنهى عنهن وأحرمهن وأعاقب عليهن: متعة النساء، ومتعة الحج، وحي على خير العمل " (331).
وتبعه في إسقاطها عامة من تأخر عنه من المسلمين، حاشا أهل البيت ومن

(١) القوشجي هو علاء الدين علي بن محمد ذكره طاش كبرى زاده في كتابه (الشقائق النعمانية) وغير واحد من أصحاب المعاجم فذكروا أنه قرأ على علماء سمرقند وأخذ العلوم الرياضية عن المولى الفاضل القاضي زاده الرومي وعلى الأمير الغ بنك، ثم ذهب إلى بلاد كرمان فقرأ على علمائها، ثم عاد إلى سمرقند، ثم أتى القسطنطينية على عهد السلطان محمد خان فأكرمه وأعطاه مدرسة أيا صوفيا ورتب له في كل يوم مائتي درهم، وعين لكل من أولاده وأتباعه منصبا.
وله من التصانيف شرح التجريد المشهور بالشرح الجديد في علم الكلام، والرسالة المحمدية في علم الحساب نسبها إلى السلطان محمد خان، والرسالة الفتحية في علم الهيئة سماها بذلك لفتح السلطان محمد خان عراق العجم، وله حاشية على أوائل شرح الكشاف للتفتازاني وقد جمع عشرين متنا في عشرين علما سماه محبوب الحمائل. كان بعض تلامذته يحمله ولا يفارقه.
أما شرحه للتجريد - تجريد الخواجة نصير الدين الطوسي أعلى الله مقامه - فمن أحسن الشروح علما وهو منتشر بطبعه، وتوفي القوشجي في القسطنطينية سنة ٨٧٩ ودفن بجوار أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنهما (منه قدس).
(٣٣١) واعتذر بعد أن أرسله عنه إرسال المسلمات بأنه قد اجتهد في ذلك (منه قدس).
راجع: شرح التجريد للقوشجي ط إيران ص ٤٨٤ مبحث الإمامة، كنز العرفان للسيوري ج ٢ / ١٥٨ عن الطبري في المستنير، الغدير ج ٦ / 213، جواهر الأخبار والآثار ج 2 / 192 عن التفتازاني في حاشيته على شرح العضدي، الصراط المستقيم للبياضي ج.
(٢٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 235 236 237 238 239 240 241 243 244 245 246 ... » »»