النص والإجتهاد - السيد شرف الدين - الصفحة ١٣٩
تاريخه بالإسناد إلى أبي بكر عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: " من كتب علي علما أو حديثا لم يزل يكتب له الأجر ما بقي ذلك العلم أو الحديث " (184) ومع ذلك لم يدون أيام أبي بكر وعمر شئ من السنن.
وقد كان أبو بكر أجمع أيام خلافته على تدوين الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله فجمع خمسمائة حديث فبات ليلته يتقلب كثيرا، قالت عائشة: فغمني تقلبه، فلما أصبح قال لي: أي بنية هلمي الأحاديث التي عندك فجئته بها فأحرقها.. (الحديث) (185).

(١٨٤) كل ما روت الأمة عن أبي بكر من حديث رسول الله صلى الله عليه وآله إنما هو مائة واثنان وأربعون حديثا، وقد أوردها الحافظ السيوطي في فصل خاص بها في أحوال أبي بكر من كتابه - تاريخ الخلفاء - فكان هذا الحديث هو الحديث التاسع والثمانين منها، وربما أيدوا مضمونه بما رووه عن كل من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وعبد الله بن عمر وعبد الله بن مسعود وأبي سعيد الخدري وأبي الدرداء وأنس بن مالك ومعاذ بن جبل وأبي هريرة من طرق كثيرة متنوعة أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: من حفظ على أمتي أربعين حديثا بعثه الله يوم القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء، وفي رواية: بعثه الله فقيها عالما، وفي رواية أبي الدرداء. كنت له يوم القيامة شاهدا وشفيعا. وفي رواية ابن مسعود قيل له: ادخل من أي أبواب الجنة شئت وفي رواية ابن عمر: كتب في زمرة العلماء وحشر في زمرة الشهداء.
وربما أيدوه أيضا بقوله صلى الله عليه وآله ليبلغ الشاهد منكم الغائب. وبقوله صلى الله عليه وآله نضر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها (منه قدس).
تاريخ الخلفاء للسيوطي ص.
(١) أخرجه عماد الدين بن كثير في مسند الصديق عن الحاكم أبي عبد الله النيسابوري ورواه القاضي أبو أمية الأحوص بن المفضل الغلابي وهو الحديث ٤٨٤٥ في ص ٢٣٧ من الجزء الخامس من كنز العمال (منه قدس).
كنز العمال ج ١٠ / ٢٨٥ ح ٢٩٤٦٠ ط ٢، تذكرة الحفاظ ج ١ / 5، وقد أحرقها عمر بن الخطاب أيضا:
راجع: الطبقات الكبرى لابن سعد ج 5 / 188، مقدمة الدارمي ص 126.
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»