لواعج الأشجان - السيد محسن الأمين - الصفحة ٢٥١
الحسن عليهما السلام الذي سلم الامر إلى معاوية بدون هذا الخوف " وهذا السؤال يتوجه على مذهب القائلين بعصمة الأئمة عليهم السلام فيسئل عن وجه ذلك حتى لا ينافي العصمة ويتوجه على مذهب القائلين بعدم العصمة فيقال ان مثل ذلك ما كان ليخفى على مثل الحسين عليه السلام وفضله مسلم عند الكل ولو فرض عدم القول بالعصمة وقد أورد هذا السؤال السيد المرتضى رضي الله عنه في كتاب تنزيه الأنبياء عليهم السلام " وأجاب " عنه بما حاصله ان الحسين عليه السلام غلب على ظنه بمقتضى ما جرى من الأمور انه يصل إلى حقه بالمسير فوجب عليه وذلك بمكاتبة وجوه الكوفة واشرافها وقرائها مع تقدم ذلك منهم في أيام الحسن عليه السلام وبعد وفاته واعطائهم العهود والمواثيق طائعين مبتدئين مكررين للطلب مع تسلطهم على واليهم في ذلك الوقت وقوتهم عليه وضعفه عنهم وقد جرى الامر في أوله على ما ظنه عليه السلام ولاحت أسباب الظفر فبايع مسلما أكثر أهل الكوفة وكتب إلى الحسين عليه السلام بذلك وتمكن مسلم من قتل ابن زياد غيلة في دار هاني لكنه لم يفعل معتذرا؟ بأن الاسلام قيد الفتك ولما حبس ابن زياد هانيا حصره مسلم في قصره وكاد يستولي عليه لكن الاتفاق السئ عكس الامر " اما " الجمع بين فعله وفعل أخيه الحسن عليهما السلام فالحسن عليه السلام لما أحسن بالغدر من
(٢٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 ... » »»