وردوا لزيارة قبر الحسين عليه السلام فتوافوا في وقت واحد وتلاقوا بالبكاء والحزن واللطم وأقاموا المأتم واجتمع عليهم أهل ذلك السواد وأقاموا على ذلك أياما " وعن " كتاب بشارة المصطفى وغيره بسنده عن الأعمش بن (عن خ ل) عطية العوفي قال خرجت مع جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه زائرا قبر الحسين عليه السلام فلما وردنا كربلا دنا جابر من شاطئ الفرات فاغتسل ثم أتزر بازار وارتدى بآخر ثم فتح صرة فيها سعد فنثرها على بدنه ثم لم يخط خطوة الا ذكر الله تعالى حتى إذا دنا من القبر قال ألمسنيه فألمسته إياه فخر على القبر مغشيا عليه فرششت عليه شيئا من الماء فلما افاق قال يا حسين ثلاثا ثم قال حبيب لا يجيب حبيبه ثم قال واني لك بالجواب وقد شخبت أوداجك على أثباجك وفرق بين بدنك ورأسك اشهد انك ابن خير النبيين وابن سيد المؤمنين وابن حليف التقوى وسليل الهدى وخامس أصحاب الكسا وابن سيد النقبا وابن فاطمة سيدة النساء ومالك لا تكون هكذا وقد غذتك كف سيد المرسلين وربيت في حجر المتقين ورضعت من ثدي الايمان وفطمت بالاسلام فطبت حيا وطبت ميتا غير أن قلوب المؤمنين غير طيبة بفراقك ولا شاكة في حياتك فعليك سلام الله ورضوانه واشهد انك مضيت على ما مضى عليه أخوك يحيى بن زكريا ثم جال ببصره حول
(٢٤٠)