حال ظن العطب بل تيقنه لأنه كان مأمورا بذلك من قبل جده صلى الله عليه وآله وأبيه عليه السلام بأمر آلهي كما تدل عليه الأخبار الكثيرة كما أن أخاه الحسن عليه السلام كان مأمورا بالصلح والتسليم عند خوف القتل ولا يلزم ان يكون تكليفهما في ذلك واحدا لجواز اختلاف الاحكام بحسب الأوقات لاختلاف الحكم والمصالح كما أنه لا يجب اتفاقنا معهم في الاحكام التي من هذا القبيل ولا مانع عقلا ولا شرعا من اختلافنا معهم في ذلك وهذه الأنبياء عليهم السلام كانت تبعث فرادى إلى الألوف من الكفرة تدعوهم إلى دينها وتسب آلهتهم وتصبر على أنواع الأذى وألوان العذاب والقتل والحرق والمثلة " مع " امكان دعوى ظهور الحكمة في فعل الحسن وفعل أخيه الحسين عليهما السلام باختلاف حالة معاوية وولده يزيد الظاهرية في الجملة فلو بايع الحسين عليه السلام يزيدا وسلم إليه الامر ولم ينازعه لخفي حاله على أكثر الناس واعتقدوه امام حق فكان يتمكن من تبديل الدين وقلب الشريعة ظهرا لبطن وطمس اعلام النبوة ومحو اثرها ويأتي من بعده فيبنون على ما أسس ويضيفون إلى ما فعل فالحسين عليه السلام قد فدى دين جده بنفسه وأهله وولده " وما " تزلزلت أركان دولة بني أمية الا بقتل الحسين عليه السلام ولا ظهر للناس حالهم الا بعد شهادته " ومما " يدل على أن الحسين عليه
(٢٥٣)