بطعامه وشرابه فيضعه بين يديه فيقول كل يا مولاي فيقول قتل ابن رسول الله جائعا قتل ابن رسول الله عطشانا فلا يزال يكرر ذلك ويبكي حتى يبل طعامه من دموعه ثم يمزج شرابه بدموعه فلم يزل كذلك حتى لحق بالله عز وجل " وفي رواية " انه كان إذا حضر الطعام لافطاره ذكر قتلاه وقال وا كرباه يكرر ذلك ويقول قتل ابن رسول الله جائعا قتل ابن رسول الله عطشانا حتى يبل بالدموع ثيابه " وحدث " مولى له انه برز يوما إلى الصحراء قال فتبعته فوجدته قد سجد على حجارة خشنة فوقفت وانا اسمع شهيقه وبكاءه وأحصيت عليه الف مرة وهو يقول (لا آله الا الله حقا حقا لا آله الله تعبدا ورقا لا آله الا الله ايمانا وصدقا) ثم رفع رأسه من سجوده وإذا لحيته ووجهه قد غمرا بالماء من دموع عينيه فقلت يا سيدي اما آن لحزنك ان ينقضي ولبكائك ان يقل فقال لي ويحك ان يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم كان نبيا ابن نبي له اثنا عشر ابنا فغيب الله واحدا منه فشاب رأسه من الحزن واحد ودب ظهره من الغم وذهب بصره من البكاء وابنه حي في دار الدنيا وانا رأيت أبي وأخي وسبعة عشر من أهل بيتي صرعي مقتولين فكيف ينقضي حزني ويقل بكائي.
(٢٤٦)