لواعج الأشجان - السيد محسن الأمين - الصفحة ١١٠
خشيت ان لا يقبل ابن زياد العافية " وورد " كتاب ابن زياد في الأثر إلى ابن سعد ان حل بين الحسين وأصحابه وبين المآ فلا يذوقوا منه قطرة كما صنع بالتقي الزكي عثمان بن عفان فبعث عمر في الوقت عمرو بن الحجاج في خمسمائة فارس فنزلوا على الشريعة وحالوا بين الحسين عليه السلام وأصحابه وبين الماء ومنعوهم ان يستقوا منه قطرة وذلك قبل قتل الحسين عليه السلام بثلاثة أيام " ونادي " عبد الله بن حصين الأزدي بأعلى صوته يا حسين تنظرون إلى الماء كأنه كبد السماء والله لا تذوقون منه قطرة واحدة حتى تموتوا عطشا فقال الحسين عليه السلام اللهم اقتله عطشا ولا تغفر له ابدا. قال حميد بن مسلم والله لعدته بعد ذلك في مرضه فوالله الذي لا اله غيره لقد رأيته يشرب الماء حتى يبغر (1) ثم يقئ ويصيح العطش ثم يعود فيشرب الماء حتى يبغر ثم يقيئه ويتلظى عطشا فما زال ذلك دأبه حتى هلك " فلما " اشتد العطش على الحسين " ع " وأصحابه أمر أخاه العباس بن علي عليهما السلام فسار في عشرين راجلا يحملون القرب وثلاثين فارسا فجاءوا حتى دنوا من الماء ليلا وامامهم نافع بن هلال البجلي يحمل اللواء فقال عمرو بن الحجاج من الرجل قال نافع قال ما جاء بك قال جئنا .

(1) بغر البعير كفرح ومنع شرب ولم يرو فاخذه داء من الشرب والبغر بالتحريك كثرة شرب الماء أو داء وعطش كذا في القاموس (منه)
(١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 ... » »»