فذلك اقرح لقلبي وأشد على نفسي ثم لطمت وجهها وأهوت إلى جيبها فشقته وخرت مغشية عليها فقام إليها الحسين عليه السلام فصب على وجهها الماء حتى أفاقت ثم عزاها بما مر ثم قال وكل شئ هالك الا وجهه الذي خلق الخلق بقدرته ويبعث الخلق ويعيدهم وهو فرد وحده جدي خبر مني وأبي خير مني وأخي خير مني ولي ولكل مسلم برسول الله صلى الله عليه وآله أسوة فعزاها بهذا ونحوه وقال لها يا أختاه اني أقسمت عليك فأبري قسمي لا تشقي علي جيبا ولا تخمشي علي وجها ولا تدعي علي بالويل والثبور إذا انا هلكت " وكتب " الحر إلى عبيد الله بن زياد يعلمه بنزول الحسين عليه السلام بكربلا " فكتب " ابن زياد إلى الحسين عليه السلام " اما بعد " فقد بلغني يا حسين نزولك بكربلا وقد كتب إلي أمير المؤمنين يزيد ان لا أتوسد الوثير (1) ولا أشبع من الحمير أو ألحقك باللطيف الخبير أو ترجع إلى حكمي وحكم يزيد والسلام " فلما " قرأ الحسين عليه السلام الكتاب ألقاه من يده وقال لا أفلح قوم اشتروا مرضاة المخلوق بسخط الخالق فقال له الرسول الجواب يا أبا عبد الله فقال ماله عندي جواب لأنه قد حقت عليه كلمة العذاب فرجع الرسول .
(١٠٤)