لواعج الأشجان - السيد محسن الأمين - الصفحة ١٠٣
بعزاء الله فان سكان السماوات يفنون وأهل الأرض كلهم يموتون وجميع البرية يهلكون " ثم " قال يا أختاه يا أم كلثوم وأنت يا زينب وأنت يا فاطمة وأنت يا رباب انظرن إذا انا قتلت فلا تشققن علي جيبا ولا تخمشن علي وجها ولا تقلن هجرا " وفي رواية " عن زين العابدين عليه السلام ان الحسين عليه السلام قال هذه الأبيات عشية اليوم التاسع من المحرم قال علي بن الحسين عليهما السلام آني لجالس في تلك الليلة التي قتل أبي في صبيحتها وعندي عمتي زينب تمرضني إذ اعتزل أبي في خباء له وعنده جون مولى أبي ذر الغفاري وهو يعالج سيفه ويصلحه وأبي يقول (يا دهر أف لك من خليل) إلى آخر الأبيات المتقدمة فأعادها مرتين أو ثلاثا حتى فهمتها وعرف ما أراد فخنقتني العبرة فرددها ولزمت السكوت وعلمت ان البلاء قد نزل واما عمتي فإنها لما سمعت ما سمعت وهي امرأة ومن شأن النساء الرقة والجزع لم تملك نفسها ان وثبت تجر ثوبها حتى انتهت إليه ونادت وا ثكلاه ليت الموت أعدمني الحياة اليوم ماتت أمي فاطمة وأبي علي وأخي الحسن يا خليفة الماضي وثمال الباقي فنظر إليها الحسين عليه السلام فقال لها يا أخية لا يذهبن حلمك الشيطان فقالت بابي وأمي تستقل نفسي لك الفداء فردت عليه غصته وترقرقت عيناه بالدموع ثم قال (لو ترك القطا ليلا لنام) فقالت يا ويلتاه أفتغتصب نفسك اغتصابا
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»