آلاف رجل، فقسم بينهم ذلك المال ثم ذكر مما يتعلق بهذه القصة أشياء كثيرة لم ننقلها اختصارا (1).
قال ابن أبي الحديد: قال المسعودي: وكان عروة بن الزبير يعذر أخاه عبد الله في حصر بني هاشم في الشعب، وجمعه الحطب ليحرقهم ويقول انما أراد بذلك أن ألا تنتشر الكلمة، ولا يختلف المسلمون، وأن يدخلوا في الطاعة، فتكون الكلمة واحدة، كما فعل عمر بن الخطاب ببني هاشم لما تأخروا عن بيعة أبي بكر، فإنه أحضر الحطب ليحرق عليهم الدار. (2) ولا ينبغي أن يفعل عما يفهم من هذا الاعتذار فإنه يدل على ان احضار عمر الحطب لاحراق بيت سيدة النساء وأمير المؤمنين صلوات الله عليهم كان أمرا مسلما مفروغا عنه عند قدمائهم فلا يجدي انكار متأخريهم طائلا.
ويدل على أن جسارة ذلك الشقي على أهل البيت أوجبت هذه الأمور وأثمرت هذه العظائم، وأنه لو لم يجرأ أولا ذاك الملعون على ما فعل لما جرى على أهل البيت ما جرى.
اللهم العن أول من أسس أساس الظلم والجور عليهم، وآخر تابع له على ذلك.
ومما عيب على ابن الزبير أنه قال: لتنتهن عائشة عن بيع رباعها أو لأحجرن عليها، وكانت لا تمسك شيئا مما يأتي في يدها بل تتصدق به. فنذرت عائشة ان لا يكلمه.