بني هاشم إذا سمعوا ذكره اشرأبوا وأحمرت ألوانهم، وطالت رقابهم والله ما كنت لآتي لهم سرورا وأنا أقدر عليه، والله لقد هممت ان أحظر لهم حظيرة ثم أضرمها عليهم نارا!!
فاني لا أقتل منهم إلا آثما كفارا سحارا، لا إنماهم (1) الله، ولا بارك عليهم، بيت سوء، لا أول لهم ولا آخر، والله ما ترك نبي الله فيهم خيرا، استفرع نبي الله صدقهم فهم أكذب الناس.
فقام اليه محمد بن سعد بن أبي وقاص فقال: وفقك الله يا أمير المؤمنين! أنا أول من أعانك في أمرهم، فقام عبد الله بن صفوان بن أمية الجمحي، فقال: والله ما قلت صوابا، ولا هممت برشد، أرهط رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - تعيب، وإياهم تقتل، والعرب حولك! والله لو قتلت عدتهم أهل بيت من الترك مسلمين ما سوغه الله لك، والله لو لم ينصرهم الناس منك لنصرهم الله بنصره.
فقال: اجلس أبا صفوان فلست بناموس (2).
فبلغ الخبر عبد الله بن العباس، فخرج مغضبا ومعه ابنه حتى أتى المسجد فقصد المنبر فحمد الله فاثنى عليه، وصلى على رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ثم قال: أيها الناس ان ابن الزبير يزعم أن لا أول لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ولا آخر، فيا عجبا كل العجب لافترائه ولكذبه! والله ان أول من أخذ الإيلاف، وحمى عيرات قريش لهاشم، وإن أول من سقى بمكة عذبا، وجعل باب الكعبة ذهبا لعبد المطلب، والله لقد نشأت ناشئتنا مع ناشئة قريش، وإن كنا لقالتهم إذا قالوا، وخطباءهم إذا خطبوا،