حلمكم عن السفاهات والجهالات مني ومن أمثالي زبرتم في ديباجة البحار أنه كتاب يغني من يحصله عن ساير كتب الاخبار، فينبغي أن لا تبقى رسالة في علم الأحاديث إلا وكانت داخلة فيه، ولو بعد حين.
ومن خصائص كتاب بحار الأنوار أنه تزداد شهرته واعتباره، ويظهر قدره و عظمته، إذا قام القائم من آل محمد (صلى الله عليه وآله) بعد ما ينظر فيه، ويحكم بصحته من الأول إلى الاخر، بل تنفع مضامينها في عالم البرزخ وعقبات الآخرة، وفي أجنان الجنان ووسطها وخير بقاعها أيضا لمن كان يلتذ في ضمن اللذات الجسمانية فيها بالملاذ الروحانية بحول الله وقوته تعالى.
ولأختم هذا المكتوب بالقاء معاذير فاني لاحق من كل أحد بأن تقرؤا علي (إني أعلم ما لا تعلم) فأنشدكم بدم المظلوم وعلي الأصغر الذي فجع به صلوات الله وسلامه عليهما، وعلى آبائه وأبنائه إلا أن تبادروا إلا إسعاف قضاء حاجتي المذكورة إن كان فيها خير، وأن تعفوا وتصفحوا وتغفروا لي ما صدر عني فيه من الجفاء والبعد عن الحق والآداب لكي يفعل بكم هكذا رب الأرباب، ألا تحبون أن يغفر الله لكم (1).