وأيضا من نعم الله العظيمة على طلبة العلوم الدينية أن يجدوا جميع الأخبار الواردة في مطلب من المطالب العلمية أو العملية مجتمعا محصورا مبينا في الباب الذي وضع لها، لأنه بذلك يعلم واحدية الخبر وتواتره إلى غير ذلك من الفوائد التي لا تعد ولا تحصى.
ومن هنا قال بعض تلامذتكم: كان الأصوب أن تدخل الكتب الأربع أيضا في البحار أو في شرحه إن شاء الله فإنها ليست على ما ينبغي وكتب التهذيب يحتاج إلى تهذيب آخر لاشتمالها على أبواب الزيادات كثيرا، ولذا أخطأت جماعة منهم الشهيد في الذكرى وغيره في غيره فحكموا بعدم النص الموجود في غير بابه، ولا ينفع كثيرا جمع من جمعها من المعروفين كصاحب الوافي وصاحب تفصيل وسائل الشيعة إلى مسائل الشريعة وغيرهما لما ذكر، ولعدم الاعتماد على ما فهموه من مراد المعصوم عليه السلام فإن تشرعوا في كتابة شرح البحار ولو كان الجزء الأول منه، وتسموه بهذا الاسم السامي: سقاية خطاب العين الخمور من شراب الطهور، ودلالة طلاب الكبريت الأحمر على الحوض الكوثر، لكان من أحسن الاحسانات، وأنعم الانعامات، وكانت ديباجته محلا لنقش أسماء الكتب من الموافقين والمخالفين، التي سييسرها الله لكم وتحصل في يدكم العليا في السنين الآتية والأعوام المستقبلة إنشاء الله تعالى.
ولا منافاة بين أن يكون المتن والشرح كلاهما مشتملين على الاخبار فقط فإن المقنعة للشيخ المفيد والتهذيب كانا هكذا، ولا ريب أن الالحاق إنما لا يناسب بالمجلدات التي كتب عليها التبيان والتفسير وهي خمسة عشر مجلدا من المجلدات الخمسة والعشرين من البحار دون المجلدات العشر التي لم توضح ولم تفسر ولم تشتهر ككتاب الرابع عشر، وكتاب مكارم الأخلاق، وكتاب الحدود وكتاب الروضة، وكتاب القرآن والدعاء، وكتاب أعمال السنة وكتاب الحج، والكتب الثلاثة الباقية من البحار.
ولا شك أيضا أن جمع الأحاديث مقدم على تبيينها لئلا ينسبكم من ينظر في كتابكم، أعطى الله كتابكم بيمينكم، إلى العجز والتقصير وقلة التتبع، فإنكم زاد الله