بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٠٧ - الصفحة ١٥١
صورة إجازة (1) منا للشيخ الجليل الشيخ محمد فاضل المشهدي المذكور رضي الله عنه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي قيد الروايات بسلاسل الأسانيد وعرى الإجازات، لكيلا تضل ولا تنسى، وخص أشرف بريته محمدا والطاهرين من عترته من خزائن علمه وحكمته بالحظ الأوفى والقدح المعلى، ليعرج بهم إلى الغاية القصوى، من أراد سلوك سبل الهدى، فصلى الله عليه وعليهم صلاة لا تعد ولا تحصى.
أما بعد فيقول أفقر عباد الله وأحوجهم إلى العفو الغفران محمد بن محمد التقي المدعو بباقر رزقها الله الوصول إلى درجات الجنان، ونجاهما من دركات النيران: لما كان أشرف العلوم وأوثقها، وأنضر المعارف وأروقها ما يصير سببا لفلاح طالبه ونجاته مما يرديه، وليس ذلك إلا معرفة الرب سبحانه وما يسخطه وما يرضيه، وما خلق لأجله ومن يدله على تلك الأمور ويهديه، من أنبياء الله وحججه وأصفيائه صلوات الله عليهم أجمعين، والمتكفل لجميع ذلك على وجه لا شك فيه ولا ارتياب، هو علم القرآن والأحاديث المأثورة عن الذين جعلهم الله تعالى لمدينة العلم الأبواب، ولا يتأتي ذلك إلا بالنقل والرواية، ثم التفكر والتدبر والدراية.
وكانت الروايات مما يتطرق في أسانيدها شوائب الضعف والجهالة، فلذا سد سلفنا الصالحون رضوان الله عليهم طرقها بالإجازات، وتصحيح الأسانيد، والتمييز بين المراسيل والمسانيد، ليتضح عند طالب الحق صحيحها من سقيمها، وعليلها من سليمها.

(١) الذريعة ج ١ ص ١٥٣ - في رقم 741 أقول: وهذه مسودة أخرى، وقد مر بعض أشطارها آنفا.
(١٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 ... » »»
الفهرست