صورة إجازة أخرى (1) لبعض تلاميذنا بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد حمد الله على جليل نعمائه، والشكر له على جزيل آلائه، فيقول أفقر العباد إلى ربه الغني، محمد باقر بن محمد تقي المجلسي، إنه لما كان أشرف العلوم وأوثقها، وأنضر المعارف وأروقها، ما يصير سببا لفلاح طالبه، ونجاته مما يرديه، وليس ذلك إلا معرفة الرب سبحانه وما يسخطه وما يرضيه، وما خلق لأجله ومن يدله على تلك الأمور ويهديه، من أنبيائه وحججه وأصفيائه صلوات عليهم أجمعن، والمتكفل لجميع ذلك على وجه لا شك فيه ولا ارتياب، هو علم القرآن المجيد، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه، والأحاديث المأثورة عن الأئمة الذين جعلهم الله تعالى لمدينة العلم الأبواب ولا يأتي ذلك إلا بالنقل والرواية، ثم التفكر والتدبر، وبلوغ الغاية القصوى في الدراية.
وكانت الروايات مما يتطرق في أسانيدها شوائب الضعف والجهالة، فلذا سد سلفنا الصالحون رضوان الله عليهم طرقا بالإجازات، وتصحيح الأسانيد، والتمييز بين المراسيل والمسانيد، ليتضح عند طالب الحق صحيحها من سقيمها، وعليلها من سليمها....