من الرواية والدراية أمر مهم لمن أراد التفقه في الدين إذ مدار أكثر الأحكام الشرعية عليه، وقد كان للسلف الصالح رضوان الله عليهم مزيد اعتناء بشأنه، وشدة اهتمام بروايته وعرفاته، فقام بوظيفته منهم في كل عصر من تلك الأعصار بذلوا في رعايته جهدهم، وأكثروا في ملاحظته كدهم ووكدهم فلله درهم إذ عرفوا من قدره ما عرفوا، وصرفوا إليه من وجوه الهمم ما صرفوا.
ثم خلف من بعدهم خلف أضاعوا حقه وجهلوا قدره، فاقتصروا من روايته على أدنى مراتبها وألقوا حبل درايته على غاربها، واستمرت الحال كذلك زمانا