رسائل الشهيد الثاني (ط.ق) - الشهيد الثاني - الصفحة ٣١٠
فهو ذو لسانين ومنافق كما ذكر الضحاك وعليه يحمل الخبر وقد قال ص حب الجاه والمال ينبتان النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل وإن كان محتاجا إلى ذلك اتقاء ضرورة فهو معذور لاحرج عليه فيه فان اتقاء الشر جائز قال أبو الدرداء انا لنكشر في وجوه أقوام وان قلوبنا لتبغضهم وروى أنه مر رجل عن النبي ص فقال بئس رجل العشرة فلما دخل عليه اقبل عليه فقيل له في ذلك فقال إن شر الناس الذي يكرم اتقاء لشره المقام الثالث الحسد وهو من أعظم الأدواء واكبرا المعاصي وأشرها وافسدها للقلب وهي أول خطيئة وقعت في الأرض لما حسد إبليس ادم فحمله على المعصية فكانت البلية من ذلك إلى الأبد وقدام الله نبيه ص باستعاذة من شرة فقال ومن شرحا سد بعدان استعاذ من الشيطان والساحر وانزله منزلتهما والاخبار النبوية فيه لا تحضى كثرة قال رسول الله ص الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الخطب وقال ص ستة يدخل النار قبل الحسنات بسنة الامراء بالجور والعرب بالمعصية والدهاقين بالكبر والتجارب لخيانة وأهل الرستاق بالجهل و العلماء بالحسد وقال ص دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء والبغضة هي الحابقة الا أقول حالقة الشعر ولكن حالقة الدين والذي نفس محمد ص بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا الا أنبئكم بما تثبت ذلك لكم افشوا السلام وفى خبر معاذ عنه ان الحفظة يصعد يعمل العبد يرق كما يرق العروس إلى أهلها حتى إذا انتهوا إلى السما الخامسة بذلك العمل الخمس من جهاد وحج وله ضوء كضوء الشمس فتقول الملك انا الملك صاحب الحسد انه كان يحسد الناس على ما اتاهم الله من فضله ويسخط ما رضي الله امرني ربى ان لا ادع عمله يتجاوزني إلى غير وقال الصادق الحاسد مضر بنفسه قبل ان يضر المحسود كإبليس أورث بحسده لنفسه اللغة ولادم ص الاجتباء والهدى والرفع إلى محل حقايق العهد والاصطفاء فكن محسورا ولا تكن جاسد فان ميزان الحاسد ابدا خفيف بثقل
(٣١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 ... » »»
الفهرست