رسائل الشهيد الثاني (ط.ق) - الشهيد الثاني - الصفحة ٣٠٩
القيمة وبالاسناد إلى الباقر ع قال بئس العبد وعبد إذا وجهين وذا لسانين يطرى أخاه شاهدا ويأكله غائبا ان اعطى حسده وان ابتلى خذله وباسناده عنه قال بئس العبد عبد ا همزة لمزة يقبل بوجه ويدبر بخر وبالاسناد عنه قال قال الله تعالى لعيسى بن مريم يا عسى ليكن لسانك في السرو العلانية لسانا واحدا وكذلك قلبك انى أحذرك نفسك وكفى بك خبير الا يصلح لسانان في فم واحد ولا سيفان في غمد واحد ولا قلبان في صدر واحد وكذلك الأذهان واعلم أن الانسان يتحقق كونه ذا السانين بأمور منها ان ينقل كلام كل واحد إلى الأخر وهو مع ذلك نميمة وزيادة فان النميمة يتحقق بالنقل من أحد الجانبين فقط ومنها ان يجز لكل واحد منهما ما هو عليه من المعادة مع صاحبه وان لم ينقل بينهما كلاما ومنها ان يعد كل واحد منهما بان ينصره ويساعده ومنها ان يثنى على كل واحد منهما في معادلته واولى منه ان يثنى عليه في وجهه وإذا خرج من عنده ذمه والذي ينبغي ان يسكت ان يثنى على الحق منهما في حضوره وغيبته وبين يدي عدوه ولا يتحقق اللسانان بالدخول على المتعاديين ومجاملة كل واحدة منهما مع صدقه في المجاملة فان الواحد قد يتصادق متعاومين ولكن صداقة ضعيفه لا تصل إلى حد الاخوة إذ لو تحققت الصداقة لاقتضت معادات العدو كما هو المشهور من أن الأصدقاء ثلثة الصديق وصديق الصديق وعدو العدو والأعداء ثلاثة العدو وعدو الصديق وصديق العدو فان قيل كثيرا ما يتفق لنا اختلاف اللسانين مع الامراء وأعداء الذين المتظاهرين فهل يكون ذلك داخلا في النهى والنفاق كما ورد من أنه سئل بعض الصحابة انا ندخل على أمرائنا فنقول القول ما ذا خرجنا قلنا غيره قلنا إن كان القائل مستغنيا عن الدخول على الأمير وعن مخالفة العدو للذين و اختار الاجتماع والصحبة له اختاره طلبا للجاه والمال زيادة على القدر الضروري
(٣٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 ... » »»
الفهرست