ميزان المحسود والرزق مقسوم فماذا ينفع الحسد الحاسد وماذا يضره المحسود الحسد والحسد أصله من عمل القلب وجحود فضل الله وهما جناحان للكفر وبالحسد وقع ابن ادم في حسرة الا بد وهلك فهلكا لا ينجو منه ابدا ولا توبة للحاسد لأنه مستمر عليه معتقد به مطبوع فيه يبد ويلا معارض به ولا سبب والطبع لا يتغير عن الأصل وان عولج وكفى بالحسد داء ابلاغه العلماء النار وكما وورد في الحديث السابق واعلم أن الحسد نهيج خمسة أشياء أحدها افساد الطاعات قال رسول الله ص الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب والثاني فعل المعاصي والشرور وقد قال بعض الفضلاء للحاسد ثلاث علامات يتملق إذا شهد ويغتاب إذا غاب ويشتمت بالمعصية وحسبك ان الله أمر بالاستعاذة من شره وقرنه بالشيطان والساحر النافث في العقد كما تقدم والثالث التعب والغم من غير فائدة بل مع كل وزر ومعصيته قال بعضهم لم أر ظالما أشبه بالمظلوم من الحاسد نفس دائم وعقل ها ثم وغم لازم والرابع الحرمان والخذلان فلا يكاد يظفر بمراد ولا ينصر على عدو قد قيل الحاسد غير منصور وكيف يظفر بمراده ومراده زوال نعم الله عن عباده وكيف ينصر على أعدائه وهم عباد الله الذين نظر الله إليهم وأسبغ نعمه عليهم سيما إذا كانت النعمة نعمة العلم والكلام في الحسد طويل الاعتناء علماء القلوب به وبحثهم عنه وقوة دائة في قلوب الخاصة وفى العامة ولنقصرها في البحث على مواضع الأول في حقيقة الحسد وحكمه ومراتبه وامامه ومراتبه فحقيقته انبعاث القوة الشهوية إلى تمنى مال الغير أو الحالة التي هو عليها و زوالها عن ذلك الغير وهو مستلزم لحركة القوة الغضبية واشات المغضب وروابه وزيادته بحسب زيادة حال المحسود التي يتعلق بها الحسد ولذلك قال على ع الحاسد مغتاظ على من لا ذنب له وهو نوع من أنواع الظلم والجور وقال أيضا لا راحه مع
(٣١١)