زوجك ابنته فما نفسنا ذلك عليك وكقول النبي ص لا حسد الا في اثنين رجل أتى الله ما لا فسلطه على هلكته في الحق ورجل اتاه الله علما فهو يعمل به ويعمله الناس والمحرم من الحالتين هو الحالة الأولى وهي المخصوصة بالذم قال ص المؤمن ليغبط والمنافق يحسد اللهم الا ان يكون النعمة قد احتابها فاجر يستعين بها على ايذاء الخلق وتيح القمة وفساد الذين ونحو ذلك فلا تضر الكراهة لها ومحبة زوالها إذا لم يكن ذلك من حيث إنها نعمة بل من حيث إنها آلة الفساد ويدل على عدم تحريم الحالة الثانية الآية المتقدمة والحديث وقد قال الله تعالى وسابقوا إلى مغفرة من ربكم والمسابقة انما يكون عند خوف الفوت كالعبيدين يتسابقان إلى خدمة مولاهما ويخرج كل واحد منهما ان يسبق صاحبه فيخطى عند مولاه بمنزلة لا يخطى هو بها بل قد يكون المنافسة واجبة إذا كان المنافس فيه واجبا إذ لو لم يجب مثله كان راضيا بالمعصية المحرمة وقد تكون مندوبة كالمنافسة في الفضائل المندوبة من انفاق الأموال ومكارم الأخلاق وقد يوصف بالإباحة إذا كان مباحا وبالجملة فهى تابعة للفعل المناقش تيه ولكن في المناقشة دقيقة وخطر غامض يجب على طالب الخلاص التحرز منه فإنه وهو انه إذا آيس عن أن ينال مثل تلك النعمة وهو يكره تخلفه ونقصانه فلا محالة يحب زوال النقصان وانما يزول بأحد أمرين ان ينال مثله أوان يزول نعمة للنافس فإذا السند أحد الطريقين عن الساعي يكاد القلب ان تشتهى الطريق الأخرى إذ بزوال النعمة يزول التخلف المرعوب عنه فيمتحن نفسه فإن كان بحيث لو القى الامر إليه ورد إلى اختياره لسعى في إزالة النعمة فهو حسود حسدا مذموما وإن كانت التقوى تمنعه عن إزالة ذلك عفى عما يجده في طبعه من ارتياحه إلى ذوال النعمة من كان منى كارها لذلك من نفسه بعقله وإذ قد عرفت حقيقة الحسد فاعلم أن له مراتب أربع الأول
(٣١٣)