شأن الغد الموعود ومثله كثير في القرآن ثم قال: قد كان تقدم ذكر طائفة من الناس ذات ملك وإمرة فذكر عليه السلام أن الوالي يعني القائم عليه السلام يأخذ عمال هذه الطائفة على سوء أعمالهم و " على " ههنا متعلقة بيأخذ وهي بمعنى يؤاخذ وقال: الأفاليذ جمع أفلاذ والأفلاذ جمع فلذة وهي القطعة من الكبد كناية عن الكنوز التي تظهر للقائم عليه السلام وقد فسر قوله تعالى " وأخرجت الأرض أثقالها " بذلك في بعض التفاسير.
أقول: وقال ابن أبي الحديد في شرح بعض خطبه صلوات الله عليه: قال شيخنا أبو عثمان وقال أبو عبيدة: وزاد فيها في رواية جعفر بن محمد عليهما السلام عن آبائه عليهم السلام ألا إن أبرار عترتي وأطائب أرومتي أحلم الناس صغارا وأعلم الناس كبارا ألا وإنا أهل بيت من علم الله علمنا وبحكم الله حكمنا ومن قول صادق سمعنا فان تتبعوا آثارنا تهتدوا ببصائرنا وإن لم تفعلوا يهلككم الله بأيدينا معنا راية الحق من تبعها لحق ومن تأخر عنها غرق ألا وبنا يدرك ترة كل مؤمن، وبنا تخلع ربقة الذل عن أعناقكم، وبنا فتح لا بكم، وبنا يختم لا بكم.
ثم قال ابن أبي الحديد: " وبنا يختم لا بكم " إشارة إلى المهدي الذي يظهر في آخر الزمان وأكثر المحدثين على أنه من ولد فاطمة عليها السلام وأصحابنا المعتزلة لا ينكرونه وقد صرحوا بذكره في كتبهم وأعترف به شيوخهم إلا أنه عندنا لم يخلق بعد وسيخلق وإلى هذا المذهب يذهب أصحاب الحديث أيضا.
روى قاضي القضاة عن كافي الكفاة إسماعيل بن عباد ره باسناد متصل بعلي عليه السلام أنه ذكر المهدي وقال إنه من ولد الحسين عليه السلام وذكر حليته فقال:
رجل أجلى الجبين أقنى الانف ضخم البطن أزيل الفخذين أبلج الثنايا بفخذه اليمنى شامة وذكر هذا الحديث بعينه عبد الله بن قتيبة في كتاب غريب الحديث انتهى.
أقول: في ديوان أمير المؤمنين صلوات الله عليه المنسوب إليه:
بني إذا ما جاشت الترك فانتظر * ولاية مهدي يقوم فيعدل وذل ملوك الأرض من آل هاشم * وبويع منهم من يلذ ويهزل صبي من الصبيان لا رأي عنده * ولا عنده جد ولا هو يعقل