بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٤ - الصفحة ١١
سيرته وفظاظته وظلمه وغشمه. وأصاب بنو تميم ثقلا من ثقله في بلادهم.
فلما رجع بسر إلى معاوية قال: أحمد الله يا أمير المؤمنين، أني سرت في هذا الجيش أقتل عدوك ذاهبا وجائيا، لم ينكب رجل منهم نكبة. فقال معاوية:
الله فعل ذلك لا أنت. وكان الذي قتل بسر في وجهه ذلك، ثلاثين ألفا، وحرق قوما بالنار.
قال ودعا علي عليه السلام على بسر فقال: اللهم إن بسرا باع دينه بالدنيا، وانتهك محارمك، وكانت طاعة مخلوق فاجر، آثر عنده من طاعتك، اللهم فلا تمته حتى تسلبه عقله، ولا توجب له رحمتك، ولا ساعة من النهار.
اللهم العن بسرا وعمرا ومعاوية، وليحل عليهم غضبك، ولتنزل بهم نقمتك، وليصبهم بأسك ورجزك الذي لا ترده عن القوم المجرمين.
فلم يلبث بسر بعد ذلك إلا يسيرا، حتى وسوس وذهب عقله. وكان يهذي بالسيف ويقول: أعطوني سيفا أقتل به. لا يزال يردد ذلك حتى اتخذ له سيفا من خشب، وكانوا يدنون منه المرفقة، فلا يزال يضربها حتى يغشى عليه، فلبث كذلك إلى أن مات.
بيان:
[قال ابن الأثير] في [مادة " نخب من "] النهاية: فيه " بئس العون على الدين قلب نخيب، وبطن رغيب ".
النخيب: الجبان الذي لا فؤاد له. وقيل: الفاسد العقل.
قوله عليه السلام: " لا يعقب له حكم " تضمين لقوله تعالى: (لا معقب لحكمه).
وقال البيضاوي: أي لا راد له. وحقيقته الذي يعقب الشئ بالإبطال.
(١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 4 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 [الباب الحادي والثلاثون] باب سائر ما جرى من الفتن من غارات أصحاب معاوية على أعماله عليه السلام وتثاقل أصحابه عن نصره وفرار بعضهم عنه إلى معاوية وشكايته عليه السلام عنهم وبعض النوادر 7
2 [الباب الثاني والثلاثون] علة عدم تغيير أمير المؤمنين عليه السلام بعض البدع في زمانه 167
3 [الباب الثالث والثلاثون] باب نوادر ما وقع في أيام خلافته عليه السلام وجوامع خطبه ونوادرها 183
4 [الباب الرابع والثلاثون] باب فيه ذكر أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام الذين كانوا على الحق ولم يفارقوا أمير المؤمنين عليه السلام وذكر بعض المخالفين والمنافقين زائدا على ما أوردنا [ه] في كتاب أحوال النبي صلى الله عليه وآله وكتاب أحوال أمير المؤمنين عليه السلام. 271
5 [الباب الخامس والثلاثون] باب النوادر 327
6 [الباب السادس والثلاثون] باب آخر نادر في ذكر ما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام من الأشعار المناسبة لهذا المجلد وقد مر بعضها في الأبواب السابقة 395