بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٤ - الصفحة ١٥
ما سددتم لمقال الرشد [أ] في مثل هذا ينبغي لي أن أخرج؟! إنما يخرج في مثل هذا، رجل ممن ترضون من فرسانكم وشجعانكم، ولا ينبغي لي أن أدع الجند والمصر وبيت المال وجباية الأرض والقضاء بين المسلمين والنظر في حقوق الناس، ثم أخرج في كتيبة أتبع أخرى في فلوات وشغف الجبال، هذا والله الرأي السوء. والله لولا رجائي الشهادة عند لقائهم، لو قد حم لي لقاؤهم، لقربت ركابي، ثم لشخصت عنكم، فلا أطلبكم ما اختلف جنوب وشمال، فوالله إن فراقكم لراحة للنفس والبدن. (1) فقام إليه جارية بن قدامة السعدي رحمه الله، فقال: يا أمير المؤمنين، لا أعدمنا الله نفسك، ولا أرانا فراقك، أنا لهؤلاء القوم، فسرحني إليهم.
قال: فتجهز فإنك ما علمت ميمون النقيبة.
وقام إليه وهب بن مسعود الخثعمي فقال: أنا أنتدب إليهم يا أمير المؤمنين، قال: فانتدب بارك الله فيك.
فنزل [عليه السلام عن المنبر] ودعا جارية فأمره أن يسير إلى البصرة.
فخرج منها في ألفين، وندب مع الخثعمي من الكوفة ألفين [و] قال لهما: أخرجا في طلب بسر حتى تلحقاه، [و] أينما لحقتماه فناجزاه، فإذا التقيتما، فجارية على الناس. فخرجا في طلب بسر، والتقيا بأرض الحجاز، فذهبا في طلب بسر.
وعن الحارث بن حصيرة، عن عبد الرحمن بن عبيد قال: لما بلغ عليا عليه السلام دخول بسر الحجاز، وقتله ابني عبيد الله بن العباس، وقتل عبد الله بن عبد المدان ومالك بن عبد الله، بعثني بكتاب في إثر جارية بن قدامة، قبل أن يبلغه أن بسرا ظهر على صنعاء وأخرج عبيد الله منها وابن نمران، فخرجت بالكتاب حتى لحقت بجارية ففضه فإذا فيه:

(1) ورواه الشريف الرضي رحمه الله، مع زيادة جيدة في المختار (119) من نهج البلاغة.
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 [الباب الحادي والثلاثون] باب سائر ما جرى من الفتن من غارات أصحاب معاوية على أعماله عليه السلام وتثاقل أصحابه عن نصره وفرار بعضهم عنه إلى معاوية وشكايته عليه السلام عنهم وبعض النوادر 7
2 [الباب الثاني والثلاثون] علة عدم تغيير أمير المؤمنين عليه السلام بعض البدع في زمانه 167
3 [الباب الثالث والثلاثون] باب نوادر ما وقع في أيام خلافته عليه السلام وجوامع خطبه ونوادرها 183
4 [الباب الرابع والثلاثون] باب فيه ذكر أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام الذين كانوا على الحق ولم يفارقوا أمير المؤمنين عليه السلام وذكر بعض المخالفين والمنافقين زائدا على ما أوردنا [ه] في كتاب أحوال النبي صلى الله عليه وآله وكتاب أحوال أمير المؤمنين عليه السلام. 271
5 [الباب الخامس والثلاثون] باب النوادر 327
6 [الباب السادس والثلاثون] باب آخر نادر في ذكر ما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام من الأشعار المناسبة لهذا المجلد وقد مر بعضها في الأبواب السابقة 395