بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٤ - الصفحة ٩
ومن أساء فعليها (وما ربك بظلام للعبيد). وإلا فلا يحمد حامد إلا ربه، ولا يلم لائم إلا نفسه، والسلام عليكم ورحمة الله.
ووجه الكتاب مع رجل من همدان: فقدم عليهم الكتاب فلم يجيبوه إلى خير (1)، فرجع فأخبره عليه السلام.
وكتبت تلك العصابة إلى معاوية يخبرونه بما جرى، وبطاعتهم [له]. فلما قدم كتابهم، دعا معاوية بسر بن أرطاة العامري - ويقال: ابن أبي أرطاة - وكان قاسي القلب، فظا، سفاكا للدماء، لا رأفة عنده ولا رحمة، وأمره أن يأخذ طريق الحجاز والمدينة ومكة حتى ينتهي إلى اليمن، وقال له: لا تنزل على بلد أهله على طاعة علي، إلا بسطت عليهم لسانك، حتى يروا أنهم لا نجاء لهم وأنك محيط بهم، ثم اكفف عنهم، وادعهم إلى البيعة لي، فمن أبى فاقتله، واقتل شيعة علي حيث كانوا.
وفي رواية أخرى، بعث بسرا في ثلاثة آلاف وقال: سر حتى تمر بالمدينة، فاطرد الناس، وأخف من مررت به، وانهب أموال كل من أصبت له مالا ممن لم يكن في طاعتنا، فإذا دخلت المدينة فأرهم أنك تريد أنفسهم، وأخبرهم أنه لا براءة لهم عندك ولا عذر، حتى إذا ظنوا أنك موقع بهم، فاكفف عنهم، ثم سر حتى تدخل مكة، ولا تعرض فيها لأحد، وأرهب الناس عنك فيما بين مكة والمدينة، واجعلها شردات، حتى تأتي صنعاء والجند، فإن لنا بهما شيعة، وقد جاءني كتابهم.

(1) وبعده في شرح المختار: (25) من نهج البلاغة من شرح أبن أبي الحديد: ج 1، ص 281 ما نصه:
فقال لهم الهمداني: إني تركت أمير المؤمنين يريد آن يوجه يزيد بن قيس الأرحبي في جيش كثيف، فلم يمنعه إلا انتظار جوابكم فقالوا: نحن سامعون مطيعون، إن عزل عنا هذين الرجلين، عبيد الله وسعيدا.
(٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 3 4 7 8 9 10 11 12 13 14 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 [الباب الحادي والثلاثون] باب سائر ما جرى من الفتن من غارات أصحاب معاوية على أعماله عليه السلام وتثاقل أصحابه عن نصره وفرار بعضهم عنه إلى معاوية وشكايته عليه السلام عنهم وبعض النوادر 7
2 [الباب الثاني والثلاثون] علة عدم تغيير أمير المؤمنين عليه السلام بعض البدع في زمانه 167
3 [الباب الثالث والثلاثون] باب نوادر ما وقع في أيام خلافته عليه السلام وجوامع خطبه ونوادرها 183
4 [الباب الرابع والثلاثون] باب فيه ذكر أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام الذين كانوا على الحق ولم يفارقوا أمير المؤمنين عليه السلام وذكر بعض المخالفين والمنافقين زائدا على ما أوردنا [ه] في كتاب أحوال النبي صلى الله عليه وآله وكتاب أحوال أمير المؤمنين عليه السلام. 271
5 [الباب الخامس والثلاثون] باب النوادر 327
6 [الباب السادس والثلاثون] باب آخر نادر في ذكر ما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام من الأشعار المناسبة لهذا المجلد وقد مر بعضها في الأبواب السابقة 395