بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٤ - الصفحة ١٠
فسار بسر حتى أتى المدينة، وصعد المنبر وهددهم وأوعدهم، وبعد الشفاعة أخذ منهم البيعة لمعاوية، وجعل عليها أبا هريرة، وأحرق دورا كثيرة.
وخرج إلى مكة، فلما قرب منها هرب قثم بن العباس عامل علي عليه السلام عليها، ودخلها بسر فشتم أهل مكة وأنبهم، ثم خرج عنها واستعمل عليها شيبة بن عثمان، وأخذ فيها سليمان وداود ابني عبيد الله بن العباس فذبحهما، وقتل فيما بين مكة والمدينة رجالا وأخذ أموالا.
ثم خرج من مكة وكان يسير ويفسد في البلاد، حتى أتى صنعاء، وهرب منها عبيد الله وسعيد، فدخلها وقتل فيها ناسا كثيرا، وكان هكذا يفسد في البلاد.
فندب علي عليه السلام أصحابه لبعث سرية في أثر بسر فتثاقلوا، وأجابه جارية بن قدامة، فبعثه في ألفين، فشخص إلى البصرة، ثم أخذ طريق الحجاز حتى قدم يمن، وسأل عن بسر فقيل: أخذ على بلاد بني تميم، فقال:
أخذ في ديار قوم يمنعون أنفسهم.
وبلغ بسرا مسير جارية فانحدر إلى اليمامة، وأغذ جارية السير، ما يلتفت إلى مدينة مر بها، ولا أهل حصن، ولا يعرج على شئ، إلا أن يرمل بعض أصحابه من الزاد، فيأمر أصحابه بمواساته. أو يسقط بعير رجل، أو تحفى دابته، فيأمر أصحابه بأن يعقبوه، حتى انتهى إلى أرض اليمن، فهربت شيعة عثمان، حتى لحقوا بالجبال، وأتبعهم شيعة علي عليه السلام، وتداعت عليهم من كل جانب، وأصابوا منهم.
ومر [جارية] نحو بسر، وبسر يفر من جهة إلى جهة، حتى أخرجه من أعمال علي عليه السلام كلها. فلما فعل ذلك به، أقام جارية بحرس نحوا من شهر، حتى استراح وأراح أصحابه.
ووثب الناس ببسر في طريقه لما انصرف من بين يدي جارية، لسوء
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 3 4 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 [الباب الحادي والثلاثون] باب سائر ما جرى من الفتن من غارات أصحاب معاوية على أعماله عليه السلام وتثاقل أصحابه عن نصره وفرار بعضهم عنه إلى معاوية وشكايته عليه السلام عنهم وبعض النوادر 7
2 [الباب الثاني والثلاثون] علة عدم تغيير أمير المؤمنين عليه السلام بعض البدع في زمانه 167
3 [الباب الثالث والثلاثون] باب نوادر ما وقع في أيام خلافته عليه السلام وجوامع خطبه ونوادرها 183
4 [الباب الرابع والثلاثون] باب فيه ذكر أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام الذين كانوا على الحق ولم يفارقوا أمير المؤمنين عليه السلام وذكر بعض المخالفين والمنافقين زائدا على ما أوردنا [ه] في كتاب أحوال النبي صلى الله عليه وآله وكتاب أحوال أمير المؤمنين عليه السلام. 271
5 [الباب الخامس والثلاثون] باب النوادر 327
6 [الباب السادس والثلاثون] باب آخر نادر في ذكر ما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام من الأشعار المناسبة لهذا المجلد وقد مر بعضها في الأبواب السابقة 395