بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٤ - الصفحة ٢٢
عليه السلام، حين بلغه خذلان أهل الكوفة وتقاعدهم به:
لعبد الله علي أمير المؤمنين، من عقيل بن أبي طالب: سلام الله عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو: أما بعد، فإن الله جارك من كل سوء، وعاصمك من كل مكروه، وعلى كل حال. إني خرجت إلى مكة معتمرا، فلقيت عبد الله بن سعد بن أبي سرح، في نحو من أربعين شابا من أبناء الطلقاء، فعرفت المنكر في وجوههم. فقلت:
إلى أين يا أبناء الشانئين، أبمعاوية تلحقون؟ عداوة والله منكم قديما، غير مستنكر، تريدون بها إطفاء نور الله، وتبديل أمره. فأسمعني القوم، وأسمعتهم.
فلما قدمت مكة، سمعت أهلها يتحدثون: أن الضحاك بن قيس، أغار على الحيرة، فاحتمل من أموالها ما شاء، ثم انكفأ راجعا سالما. فأف لحياة (1) في دهر جرأ عليك الضحاك، وما الضحاك؟! فقع بقرقر، وقد توهمت حيث بلغني ذلك، أن شيعتك وأنصارك خذلوك، فاكتب إلي يا ابن أمي برأيك، فإن كنت الموت تريد، تحملت إليك ببني أخيك وولد أبيك، فعشنا معك ما عشت، ومتنا معك إذا مت، فوالله ما أحب أن أبقى في الدنيا بعدك فواقا، وأقسم بالأعز الأجل، أن عيشا نعيشه بعدك في الحياة، لغير هنئ ولا مرئ ولا نجيع والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
فكتب إليه أمير المؤمنين عليه السلام:

(١) ببيروت، وفي الحديث بمصر: ج ٢ ص ١١٨.
وهذا هو الحديث (١٥٧) من كتاب الغارات ص ٤٢٨.
وللكتاب وجوابه مصادر كثيرة، يجد الطالب كثيرا منها في ذيل المختار: (١٥٩) من باب الكتاب من نهج السعادة: ج ٥، ص 306 ط 1.
(1) هذا الصواب المذكور في غير واحد من المصادر.
وكان في أصل المصنف كما فسره فإن الحياة في دهر...
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 [الباب الحادي والثلاثون] باب سائر ما جرى من الفتن من غارات أصحاب معاوية على أعماله عليه السلام وتثاقل أصحابه عن نصره وفرار بعضهم عنه إلى معاوية وشكايته عليه السلام عنهم وبعض النوادر 7
2 [الباب الثاني والثلاثون] علة عدم تغيير أمير المؤمنين عليه السلام بعض البدع في زمانه 167
3 [الباب الثالث والثلاثون] باب نوادر ما وقع في أيام خلافته عليه السلام وجوامع خطبه ونوادرها 183
4 [الباب الرابع والثلاثون] باب فيه ذكر أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام الذين كانوا على الحق ولم يفارقوا أمير المؤمنين عليه السلام وذكر بعض المخالفين والمنافقين زائدا على ما أوردنا [ه] في كتاب أحوال النبي صلى الله عليه وآله وكتاب أحوال أمير المؤمنين عليه السلام. 271
5 [الباب الخامس والثلاثون] باب النوادر 327
6 [الباب السادس والثلاثون] باب آخر نادر في ذكر ما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام من الأشعار المناسبة لهذا المجلد وقد مر بعضها في الأبواب السابقة 395