وينظر الله في وجوههم إذ أقبلت سحابة تغشاهم فتمطر عليهم من النعمة واللذة والسرور والبهجة مالا يعلمه إلا الله سبحانه ومع هذا ما هو أفضل منه رضوان الله الأكبر.
أما إنا لو لم نخوف إلا ببعض ما خوفنا به لكنا محقوقين أن يشتد خوفنا مما لا طاقة لنا به ولا صبر لقوتنا عليه وأن يشتد شوقنا إلى ما لا غناء لنا عنه ولا بد لنا منه.
وإن استطعتم عباد الله أن يشتد خوفكم من ربكم ويحسن به ظنكم فافعلوه فإن العبد إنما تكون طاعته على قدر خوفه وإن أحسن الناس لله طاعة أشدهم له خوفا.
وانظر يا محمد صلاتك كيف تصليها فإنما أنت إمام ينبغي لك أن تتمها وأن تخففها وأن نصليها لوقتها فإنه ليس من إمام يصلي بقوم فيكون في صلاته وصلاتهم نقص إلا كان إثم ذلك عليه ولا ينقص ذلك من صلاتهم شيئا.
واعلم أن كل شئ من عملك يتبع صلاتك فمن صيع الصلاة فهو لغيرها أشد تضييعا ووضؤك من تمام الصلاة فأت بها على وجهه فإن الوضوء نصف الايمان وانظر صلاة الظهر فصلها لوقتها لا تعجل بها عن الوقت لفراغ ولا تؤخرها عن الوقت لشغل فإن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فسأله عن وقت الصلاة فقال النبي صلى الله عليه وآله أتاني جبرئيل فأراني وقت الصلاة فصلى الظهر حين زالت الشمس ثم صلى العصر وهي بيضاء نقية ثم صلى المغرب حين غابت الشمس ثم صلى العشاء حين غاب الشفق ثم صلى الصبح فأغلس بها والنجوم مشتبكة كان النبي صلى الله عليه وآله كذا يصلي قبلك فإن استطعت - ولا قوة إلا بالله - أن تلتزم السنة المعروفة وتسلك الطريق الواضح الذي أخذه ولعلك تقدم عليهم غدا.