الله وإياك على شكره وذكره وأداء حقه والعمل بطاعته فعليك بالتقوى في سر أمرك وعلانيته وعلى أي حال كنت عليها جعلنا الله وإياك من المتقين.
أوصيك بسبع هن جوامع الاسلام اخش الله ولا تخش الناس في الله وخير القول ما صدقه العمل ولا تقض في أمر واحد بقضائين مختلفين فيتناقض أمرك ويزيغ عن الحق وأحب لعامة رعيتك ما تحب لنفسك وأكره لهم ما تكره لنفسك وأهل بيتك والزم الحجة عند الله فأصلح أحوال رعيتك وخض الغمرات إلى الحق ولا تخف في الله لومة لائم وانصح لمن استشارك واجعل نفسك أسوة لقريب المسلمين وبعيدهم.
وعليك بالصوم وإن رسول الله صلى الله عليه وآله عكف عاما في العشر الأول من شهر رمضان وعكف العام المقبل في العشر الأوسط من شهر رمضان فلما كان العام الثالث رجع من بدر وقضى اعتكافه فنام فرأى في منامه ليلة القدر في العشر الأواخر كأنه يجد (1) في ماء وطين فلما استيقظ رجع من ليلته إلى أزواجه وأناس معه من أصحابه ثم إنهم مطروا ليلة ثلاث وعشرين فصلى النبي صلى الله عليه وآله حين أصبح فرأى في وجه النبي صلى الله عليه وآله الطين فلم يزل يعتكف في العشر الأواخر من شهر رمضان حتى توفاه الله.
وقال النبي صلى الله عليه وآله من صام رمضان ثم صام ستة أيام من شوال فكأنما صام السنة جعل الله خلتنا وودنا خلة المتقين وود المخلصين وجمع ع بيننا وبينكم في دار الرضوان إخوانا على سرر متقابلين إنشاء الله.
قال: إبراهيم حدثني عبد الله بن محمد بن عثمان عن علي بن محمد بن أبي سيف عن أصحابه أن عليا لما كتب إلى محمد بن أبي بكر هذا الكتاب كان ينظر فيه ويتأدب به فلا ظهر عليه عمرو بن العاص وقتله أخذ كتبه أجمع فبعث بها إلى معاوية فكان معاوية ينظر في هذا الكتاب ويتعجب منه.
فقال الوليد بن عقبة - وقد رأى إعجابه - به مر بهذه الأحاديث أن تحرق