بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٣ - الصفحة ٥٤٧
رحمة ولا يسمع فيها دعوة.
واعلموا عباد الله أن مع هذا رحمة الله التي وسعت كل شئ لا تعجز عن العباد جنة عرضها كعرض السماوات والأرض خير لا يكون بعده شر أبدا وشهوة لا تنفد أبدا ولذة لا تفنى أبدا ومجمع لا يتفرق أبدا قوم قد جاوروا الرحمان وقام بين أيديهم الغلمان بصحاف من ذهب فيها الفاكهة والريحان.
فقال رجل (1): يا رسول الله إني أحب الخيل [فهل] في الجنة خيل؟ قال:
نعم والذي نفسي بيده إن فيها خيلا من ياقوت أحمر عليها يركبون فتدف بهم خلال ورق الجنة [ف‍] قال رجل: يا رسول الله إني يعجبني الصوت الحسن أفي الجنة الصوت الحسن؟ قال: نعم والذي نفسي بيده إن الله ليأمر لمن أحب ذلك منهم بشجر يسمعه صوتا بالتسبيح ما سمعت الآذان بأحسن منه قط [ف‍] قال رجل: يا رسول الله صلى الله عليه وآله إني أحب الإبل أفي الجنة إبل؟ قال: نعم والذي نفسي بيده إن فيها نجائب من ياقوت أحمر عليها رحال الذهب قد الحفت بنمارق الديباج يركبون فتزف بهم خلال ورق الجنة وإن فيها صور رجال ونساء يركبون مراكب أهل الجنة فإذا أعجب أحدهم الصورة قال: اجعل صورتي مثل هذه الصورة فيجعل صورته عليها وإذا أعجبته صورة المرأة قال: رب اجعل صورة فلانة زوجته مثل هذه الصورة فيرجع وقد صارت صورة زوجته على ما اشتهى وإن أهل الجنة يزورون الجبار سبحانه في كل جمعة فيكون أقربهم منه على منابر من نور والذين يلونهم على منابر من ياقوت والذين يلونهم على منابر من زبرجد والذين يلونهم على منابر من مسك فبينا هم كذلك ينظرون إلى نور الله جل جلاله (2)

(1) وفي هامش هذا المقام من البحار المصنف كلام هذا نصه:
من قوله عليه السلام: " فقال رجل " إلى قوله: " على ما أشتهي " لم يكن في كتاب ابن أبي.
الحديد، ولعله أسقطه لما فيه من التشويش وعدم الانطباق (2) من قوله: " إن أهل الجنة - إلى قوله، - ينظرون إلى نور الله جل جلاله " غير موجود في رواية الشيخ المفيد ولا " في رواية ابن أبي الحديد، فإن نهض سند الحديث لاثباته وثبت صدوره عن أمير المؤمنين عليه السلام لا بد من تأويله كما ذكروه في قوله تعالى:
* (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) * وذلك للأدلة العقلية والأخبار المتواترة عن أهل بيته صلى الله عليه وآله على استحالة رؤية الله تعالى.
(٥٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 542 543 544 545 546 547 548 549 550 551 552 ... » »»
الفهرست