منكم وأكثر صياما إذا كنتم أتقى لله وأنصح لأولياء الله من آل محمد صلى الله عليه وآله وأخشع.
واحذروا عباد الله الموت ونزوله وخذوا له عدته فإنه يدخل بأمر عظيم خير لا يكون معه شر أبدا أو شر لا يكون معه خير أبدا فمن أقرب إلى الجنة من عاملها.
وليس أحد من الناس يفارق روحه جسده حتى يعلم إلى أي المنزلتين يصير إلى الجنة أم إلى النار أعدو هو لله أم ولي له، فإن كان وليا فتحت له أبواب الجنة وشرع له طريقها ونظر إلى ما أعد الله عز وجل لأوليائه فيها [و] فرغ من كل شغل ووضع عنه كل ثقل.
وإن كان عدوا لله فتحت له أبواب النار وسهل له طريقها ونظر إلى ما أعد الله فيها لأهلها واستقبل كل مكروه وفارق كل سرور قال تعالى: * (الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون فأدخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين " [28 - 29 / النحل 16].
واعلموا عباد الله أن الموت ليس منه فوت فاحذروه [قبل وقوعه] وأعدوا له عدته فإنكم طرداء الموت إن أقمتم أخذكم وإن هربتم أدرككم وهو ألزم لكم من ظلكم معقود بنواصيكم والدنيا تطوى من خلفكم فأكثروا ذكر الموت عندما تنازعكم إليه أنفسكم من الشهوات فإنه كفى بالموت واعظا وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أكثروا ذكر الموت فإنه هادم اللذات.
واعلموا عباد الله أن ما بعد الموت أشد من الموت لمن لا يغفر الله له ويرحمه واحذروا القبر وضمته وضيقه وظلمته فإنه الذي يتكلم كل يوم يقول:
أنا بيت التراب وأنا بيت الغربة وأنا بيت الدود. والقبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار.
إن المسلم إذا مات قالت له الأرض: مرحبا وأهلا قد كنت ممن أحب أن