أعطاه أجره في الدنيا والآخرة وكفاه المهم فيهما وقد قال الله تعالى: * (يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكم للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة وأرض الله واسعه إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) * [10 / الزمر: 39] فما أعطاهم الله في الدنيا لم يحاسبهم به في الآخرة قال الله تعالى: * (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) * [26 / يونس: 10] فالحسنى الجنة والزيادة الدنيا.
وإما لخير الآخرة فإن الله يكفر عنه بكل حسنة سيئة يقول: * (إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين) * [114 / هود: 11] حتى إذا كان يوم القيامة حسبت لهم حسناتهم وأعطوا بكل واحدة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف فهو الذي يقول: * (جزاء من ربك عطاء حسابا) * [36 / النبأ: 78] ويقول عز وجل: * (أولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون) * [37 / السبأ: 34] فارغبوا فيه واعملوا به وتحاضوا عليه.
واعلموا عباد الله أن المؤمنين المتقين قد ذهبوا بعاجل الخير وآجله شركوا أهل الدنيا في دنياهم ولم يشاركهم أهل الدنيا في آخرتهم يقول الله عز وجل: * (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون) * [32 / الأعراف: 7] سكنوا الدنيا بأفضل ما سكنت وأكلوها بأفضل ما أكلت شاركوا أهل الدنيا في دنياهم فأكلوا من أفضل ما يأكلون وشربوا من أفضل ما يشربون ولبسوا من أفضل ما يلبسون وسكنوا بأفضل ما يسكنون وتزوجوا بأفضل ما يتزوجون وركبوا من أفضل ما يركبون أصابوا لذة الدنيا مع أهل الدنيا [وتيقنوا] أنهم غدا من جيران الله عز وجل ويتمنون عليه ما يرد لهم دعوة ولا ينقص لهم لذة أما في هذا ما يشتاق إليه من كان له عقل ولا حول ولا قوة إلا بالله.
واعلموا عباد الله أنكم إن اتقيتم ربكم وحفظتم نبيكم في أهل بيته فقد عبدتموه بأفضل ما عبد وذكرتموه بأفضل ما ذكر وشكرتموه بأفضل ما شكر وأخذتم بأفضل الصبر وجاهدتم بأفضل الجهاد وإن كان غيركم أطول صلاة