فأقسم بالله أن لو تبدي الأيام عن صفحتك لنشب فيك مخلب ليث هصور لا يفوته فريسته بالمراوغة كيف وأنى لك بذلك وأنت قعيدة بنت البكر المخدرة يفزعها صوت الرعد وأنا علي بن أبي طالب الذي لا أهدد بالقتال ولا أخوف بالنزال فإن شئت يا معاوية فأبرز والسلام.
فلما وصل هذا الجواب إلى معاوية بن أبي سفيان جمع جماعة من أصحابه وفيهم عمرو بن العاص فقرأ عليهم فقال له عمرو: قد أنصفك الرجل كم رجل أحسن في الله قد قتل بينكما أبرز إليه فقال له: أبا عبد الله أخطأت استك الحفرة أنا أبرز إليه مع علمي أنه ما برز إليه أحد إلا وقتله لا والله ولكني سأبرزك إليه.
416 - نسخة كتاب [آخر] من معاوية بن أبي سفيان إلى أمير المؤمنين عليه السلام: أما بعد فإنا لو علمنا أن الحرب تبلغ بنا وبك ما بلغت لم يجنها بعضنا على بعض وإن كنا قد غلبنا على عقولنا فقد بقي لنا منها ما نرم به ما مضى ونصلح ما بقي وقد كنت سألتك الشام على أن لا تلزمني لك طاعة فأبيت ذلك علي وأنا أدعوك اليوم إلى ما دعوتك إليه أمس فإنك لا ترجو من البقاء إلا ما أرجو ولا تخاف من الفناء إلا ما أخاف وقد والله رقت الاجناد وذهبت الرجال ونحن جميعا بنو عبد مناف ليس لبعضنا فضل على بعض يستذل به عزيز ولا يسترق به حر.
جواب أمير المؤمنين عليه السلام: من عبد الله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب إلى معاوية بن أبي سفيان.