بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٣ - الصفحة ١٣٤
خالفنا ونازعنا وفارقنا وبغى علينا والمستعان الله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون.
وكان جملة تبليغه رسالة ربه فيما أمره وشرع وفرض وقسم جملة الدين يقول الله:
" وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " * [62 / النساء: 4] هي لنا أهل البيت ليست لكم.
ثم نهى عن المنازعة والفرقة وأمر بالتسليم والجماعة فكنتم أنتم القوم الذين أقررتم لله ولرسوله فبدا لكم (1) فأخبركم الله أن محمدا لم يك أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين (2).
وقال عز وجل: * (أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم) * [144 / آل عمران: 3] فأنت وشركاؤك يا معاوية القوم الذين انقلبوا على أعقابهم وارتدوا ونقضوا الامر والعهد فيما عاهدوا الله ونكثوا البيعة ولم يضروا الله شيئا.
ألم تعلم يا معاوية أن الأئمة منا ليست منكم وقد أخبركم الله أن أولي الامر [هم] المستنبطو للعلم (3) وأخبركم أن الامر الذي تختلفون فيه يرد إلى الله وإلى الرسول وإلى أولي الامر المستنبطي العلم فمن أوفى بما عاهد الله عليه يجد الله موفيا بعهده يقول الله: * (أوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون) * [40 / البقرة] وقال عز وجل: * (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما) * [35 / النساء: 4] وقال للناس بعدهم: * (فمنهم من آمن ومنهم من صد عنه) * [58 / النساء: 4] فتبوأ مقعدك من جهنم وكفى بجهنم سعيرا.
[و] نحن آل إبراهيم المحسودون وأنت الحاسد لنا.

(1) هذا هو الظاهر، وفي ط الكمباني من البحار: " وبذلكم ".
(2) مقتبس من الآية: (40) من سورة الأحزاب: 33 " ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين... ".
(3) الظاهر أن هذا هو الصواب، وفي أصلي من ط الكباني: " أن أولي الامر المستنبطو العلم ".
(١٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الثالث عشر: باب شهادة عمار رضي الله عنه وظهور بغي الفئة الباغية بعد ما كان أبين من الشمس الضاحية وشهادة غيره من أتباع الأئمة الهادية 7
2 الباب الرابع عشر: باب ما ظهر من إعجازه عليه السلام في بلاد صفين وسائر ما وقع فيها من النوادر 39
3 الباب الخامس عشر: باب ما جرى بين معاوية وعمرو بن العاص في [التحامل على] علي عليه السلام 49
4 الباب السادس عشر: باب كتبه عليه السلام إلى معاوية واحتجاجاته عليه ومراسلاته إليه وإلى أصحابه 57
5 الباب السابع عشر: باب ما ورد في معاوية وعمرو بن العاص وأوليائهما وقد مضى بعضها في باب مثالب بني أمية 161
6 الباب الثامن عشر: باب ما جرى بينه عليه السلام وبين عمرو بن العاص لعنة الله وبعض أحواله 221
7 الباب التاسع عشر: باب نادر 233
8 الباب العشرون: باب نوادر الاحتجاج على معاوية 241
9 الباب الواحد والعشرون: باب بدو قصة التحكيم والحكمين وحكمهما بالجور رأي العين 297
10 الباب الثاني والعشرون: باب اخبار النبي صلى الله عليه وآله بقتال الخوارج وكفرهم 325
11 الباب الثالث والعشرون: باب قتال الخوارج واحتجاجاته صلوات الله عليه 343
12 الباب الرابع والعشرون: باب سائر ما جرى بينه وبين الخوارج سوى وقعة النهران 405
13 الباب الخامس والعشرون: باب إبطال مذهب الخوارج واحتجاجات الأئمة عليهم السلام وأصحابهم عليهم 421
14 الباب السادس والعشرون: باب ما جرى بينه صلوات الله عليه وبين ابن اللواء وأضرابه لعنهم الله وحكم قتال الخوارج بعده عليه السلام 429
15 الباب السابع والعشرون: باب ما ظهر من معجزاته بعد رجوعه صلوات الله عليه من قتال الخوارج 437
16 الباب الثامن والعشرون: باب سيرة أمير المؤمنين عليه السلام في حروبه 441
17 الباب التاسع والعشرون: باب كتب أمير المؤمنين عليه السلام ووصاياه إلى عماله وأمراء أجناده 465
18 أبواب الأمور والفتن الحادثة بعد الرجوع عن قتال الخوارج 531
19 الباب الثلاثون: باب الفتن الحادثة بمصر وشهادة محمد بن أبي بكر ومالك الأشتر رضي الله عنهما وبعض فضائلهما وأحوالهما وعهود أمير المؤمنين عليه السلام إليهما 533