الصيمري أن معاوية لعنه الله كتب إلى أمير المؤمنين عليه السلام: أما بعد فإنك المطبوع على قلبك المغطى على بصرك الشر من شيمتك والعتو من خليفتك فشمر للحرب واصبر للضرب فوالله ليرجعن الامر إلى ما علمت والعاقبة للمتقين هيهات هيهات أخطأك ما تمنى وهوى قلبك فيما هوى فأربع على ظلعك وقس شبرك بفترك تعلم أين حالك من حال من يزن الجبال حلمه ويفصل بين أهل الشك علمه والسلام.
فكتب إليه أمير المؤمنين عليه السلام:
أما بعد يا ابن الصخر يا ابن اللعين يزن الجبال فيما زعمت حلمك ويفصل بين أهل الجهل علمك وأنت الجاهل القليل الفقه المتفاوت العقل الشارد عن الدين.
وقلت: فشمر للحرب واصبر للضرب. فإن كنت صادقا فيما تزعم ويعينك عليه ابن النابغة فدع الناس جانبا واعف الفريقين من القتال وابرز إلي لتعلم أينا المرين على قلبه المغطى على بصره فأنا أبو الحسن حقا قاتل أخيك وخالك وجدك شدخا يوم بدر وذلك السيف بيدي وبذلك القلب ألقى عدوي.
ثم قال: الشدخ: كسر الشئ الأجوف [يقال:] شدخت رأسه فانشدخ.
وهؤلاء الثلاثة حنظلة بن أبي سفيان والوليد بن عتبة وأبوه عتبة بن ربيعة فحنظلة أخوه والوليد خاله وعتبة جده وقد قتلوا في غزاة بدر.
413 - أما بعد فما أعجب ما يأتيني منك وما أعلمني بمنزلتك التي أنت إليها صائر ونحوها سائر وليس إبطائي عنك إلا لوقت أنا به مصدق وأنت به مكذب فكأني أراك وأنت تضج من الحرب وإخوانك يدعونني خوفا من السيف