وقال القطب الراوندي: أي من البهتان الذي أتيته ومن للتعليل أي من أجله وهو بعيد. وقال الفيروزآبادي: القارعة: الشديدة من شدائد الدهر وهي الداهية يقال قرعتهم قوارع الدهر.
" تمس الأصل " قال ابن أبي الحديد: أي تقطعه ومنه ماء ممسوس أي يقطع الغلة انتهى.
وفيه نظر إذ المس بمعنى القطع لم يذكره أحد من أهل اللغة وأما الماء الممسوس فهو الماء بين العذب والمالح كما ذكره الجوهري أو الذي نالته الأيدي كما ذكره الخليل في العين والفيروز آبادي أو الماء الذي يمس الغلة فيشفيها وكل ما شفي الغليل والعذب الصافي كما ذكره هو.
والظاهر أنه من المس بالمعنى المعروف أي [احذر] داهية تصيب أصلك كما يقال: أصابه داء أو بلاء فيكون إصابة الأصل كناية عن الاستيصال كالفقرة التالية. والدابر: العقب والنسل والتابع وآخر كل شئ. " فإني أولي " أي احلف والاسم منه الالية. " جوامع الاقدار " قال ابن أبي الحديد: من إضافة الصفة إلى الموصوف للتأكيد. وقال: باحة الدار: وسطها. " حتى يحكم الله بيننا " أي بالظفر والنصر.
410 - نهج البلاغة: ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية:
أما بعد فقد آن لك أن تنتفع باللمح الباصر من عيان الأمور فقد سلكت مدارج أسلافك بادعائك الأباطيل واقتحامك غرور المين والأكاذيب وبانتحالك ما قد علا عنك وابتزازك لما اختزن دونك فرارا من الحق وجحودا لما هو ألزم لك من لحمك ودمك مما قد وعاه سمعك وملئ به صدرك فماذا بعد الحق إلا الضلال وبعد البيان إلا اللبس.
فاحذر الشبهة واشتمالها على لبستها فإن الفتنة طال ما أغدفت جلابيبها