إلى طلب وسؤال ولترجعن إلى تحيرك وترددك وتلددك فقد شاهدت وأبصرت ورأيت سحب الموت كيف هطلت عليك بصيبها حتى اعتصمت بكتاب أنت وأبوك أول من كفر به وكذب بنزوله، ولقد كنت تفرستها وآذنتك أنت فاعلها وقد مضى منها ما مضى وانقضى من كيدك فيها ما انقضى وأنا سائر نحوك على أثر هذا الكتاب فاختر لنفسك وانظر لها وتداركها فإنك إن فرطت واستمررت على غيك وغلوائك حتى ينهد إليك عباد الله ارتجت عليك الأمور ومنعت أمرا هو اليوم منك مقبول.
يا ابن حرب إن لجاجك في منازعة الامر أهله من سفاه الرأي فلا يطمعنك أهل الضلال ولا يوبقنك سفه رأي الجهال فوالذي نفس علي بيده لئن برقت في وجهك بارقة من ذي الفقار لتصعقن صعقة لا تفيق منها حتى ينفخ في الصور النفخة التي يئست منها كما يئس الكفار من أصحاب القبور.
توضيح:
قال [ابن الأثير] في النهاية: في حديث أبي هريرة: " إذا سمع الشيطان الاذان ولى وله حصاص " الحصاص: شدة العدو وحدته وقيل هو أن يمصع بذنبه ويصر بأذنيه ويعدو وقيل هو الضراط. وقال جعجع القوم إذا أناخوا بالجعجاع وهي الأرض والجعجاع أيضا الموضع الضيق الخشن ومنه كتاب عبيد الله [بن زياد]: وجعجع بحسين وأصحابه أي ضيق عليهم المكان.
وقال في القاموس: الجعجاع: الأرض عامة والحرب ومناخ سوء لا يقر فيه صاحبه والفحل الشديد الرغاء. والجعجعة: صوت الرحا ونحر الجزور وأصوات الجمال إذا اجتمعت وبروك البعير وتبريكه والحبس والقعود على غير طمأنينة. وتجعجع: ضرب بنفسه الأرض من وجع.
وفي النهاية: السرى: النفيس الشريف. وقيل: لسخي ذو المروءة والجمع سراة بالفتح على غير قياس وتضم السين.
وفي قوله عليه السلام: " لأغرينك " كأنه على الحذف والايصال وفي