بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٣ - الصفحة ١١٧
ونازع الشيطان قيادك واصرف إلى الآخرة وجهك فهي طريقنا وطريقك واحذر أن يصيبك الله منه بعاجل قارعة تمس الأصل وتقطع الدابر فإني أولي بالله ألية غير فاجرة لئن جمعتني وإياك جوامع الاقدار لا أزال بباحتك حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين.
توضيح:
قوله عليه السلام: بالسعي فيها أي لها وفي تحصيلها. وقيل: أي ما أمرنا بالسعي فيها لها. وقد ابتلاني بك أي بأن أمرني بنهيك عن المنكر والجهاد معك. وابتلاك بي بأن فرض عليك طاعتي فجعل أحدنا أي نفسه عليه السلام وفي الاجمال أنواع البلاغة كما لا يخفى. فعدوت على طلب الدنيا أي وثبت عليها واختلستها. وقيل " على " هاهنا متعلقة بمحذوف دل عليه الكلام أي تعديت وظلمت مصرا على طلب الدنيا. وتأويل القرآن ما كان يموه به معاوية على أهل الشام ويقول لهم: أنا ولي عثمان وقال تعالى: * (من قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا) * [33 / الاسراء] ثم يعدهم الظفر والدولة على أهل العراق بقوله تعالى: * (فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا) * وعصبته أي ألزمتنيه كما تلزم العصابة وقال الفيروزآبادي: العصب: الشد. وألب عالمكم التأليب: التحريض.
وقال ابن ميثم: أي عالمكم بحالي وقائمكم بجهادي ومنازعتي. (1) [قوله عليه السلام:] " في نفسك " أي [في] أمرها أو بينك وبين الله.
والقياد: ما يقاد به الدابة. ومنازعته جذبه وعدم الانقياد له.
" واحذر أن يصيبك الله منه " قال ابن أبي الحديد: الضمير في منه راجع إلى الله تعالى ومن لابتداء الغاية.

(1) في الكلام اختلال، وفي شرح نهج البلاغة لابن ميثم رحمه الله: " وأراد [عليه السلام] ألب عليكم عالمكم بحالي جاهلكم به، وقائمكم في حربي قاعدكم عنه ".
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الثالث عشر: باب شهادة عمار رضي الله عنه وظهور بغي الفئة الباغية بعد ما كان أبين من الشمس الضاحية وشهادة غيره من أتباع الأئمة الهادية 7
2 الباب الرابع عشر: باب ما ظهر من إعجازه عليه السلام في بلاد صفين وسائر ما وقع فيها من النوادر 39
3 الباب الخامس عشر: باب ما جرى بين معاوية وعمرو بن العاص في [التحامل على] علي عليه السلام 49
4 الباب السادس عشر: باب كتبه عليه السلام إلى معاوية واحتجاجاته عليه ومراسلاته إليه وإلى أصحابه 57
5 الباب السابع عشر: باب ما ورد في معاوية وعمرو بن العاص وأوليائهما وقد مضى بعضها في باب مثالب بني أمية 161
6 الباب الثامن عشر: باب ما جرى بينه عليه السلام وبين عمرو بن العاص لعنة الله وبعض أحواله 221
7 الباب التاسع عشر: باب نادر 233
8 الباب العشرون: باب نوادر الاحتجاج على معاوية 241
9 الباب الواحد والعشرون: باب بدو قصة التحكيم والحكمين وحكمهما بالجور رأي العين 297
10 الباب الثاني والعشرون: باب اخبار النبي صلى الله عليه وآله بقتال الخوارج وكفرهم 325
11 الباب الثالث والعشرون: باب قتال الخوارج واحتجاجاته صلوات الله عليه 343
12 الباب الرابع والعشرون: باب سائر ما جرى بينه وبين الخوارج سوى وقعة النهران 405
13 الباب الخامس والعشرون: باب إبطال مذهب الخوارج واحتجاجات الأئمة عليهم السلام وأصحابهم عليهم 421
14 الباب السادس والعشرون: باب ما جرى بينه صلوات الله عليه وبين ابن اللواء وأضرابه لعنهم الله وحكم قتال الخوارج بعده عليه السلام 429
15 الباب السابع والعشرون: باب ما ظهر من معجزاته بعد رجوعه صلوات الله عليه من قتال الخوارج 437
16 الباب الثامن والعشرون: باب سيرة أمير المؤمنين عليه السلام في حروبه 441
17 الباب التاسع والعشرون: باب كتب أمير المؤمنين عليه السلام ووصاياه إلى عماله وأمراء أجناده 465
18 أبواب الأمور والفتن الحادثة بعد الرجوع عن قتال الخوارج 531
19 الباب الثلاثون: باب الفتن الحادثة بمصر وشهادة محمد بن أبي بكر ومالك الأشتر رضي الله عنهما وبعض فضائلهما وأحوالهما وعهود أمير المؤمنين عليه السلام إليهما 533