اعتقادا وإخلاصا ليس كاللصيق الذي أسلم خوفا من السيف أو رغبة في الدنيا انتهى ملخص كلامه.
والظاهر أن قوله: " كاللصيق " إشارة إلى ما هو المشهور في نسب معاوية كما سيأتي وقد بسط الكلام في ذلك في موضع آخر من هذا الشرح وتجاهل هنا حفظا لناموس معاوية.
وقد ذكر بعض علمائنا في رسالة في الإمامة أن أمية لم يكن من صلب عبد شمس وإنما هو عبد من الروم فاستلحقه عبد شمس ونسبه إلى نفسه وكانت العرب في الجاهلية إذا كان لأحدهم عبد وأراد أن ينسبه إلى نفسه أعتقه وزوجه كريمة من العرب فيلحق بنسبه قال: وبمثل ذلك نسب العوام أبو الزبير إلى خويلد فبنو أمية قاطبة ليسوا من قريش وإنما لحقوا ولصقوا بهم قال: ويصدق ذلك قول أمير المؤمنين عليه السلام جوابا عن كتابه وادعائه " إنا بنو عبد مناف ": " ليس المهاجر كالطليق ولا الصريح كاللصيق " ولم يستطع معاوية إنكار ذلك انتهى.
وقال في النهاية: المدغل أي المنافق من أدغلت في هذا الامر إذا أدخلت فيه ما يفسده وقال: هوى يهوي هويا إذا هبط. وقال: نعشه الله ينعشه نعشا إذا رفعه.
قوله عليه السلام: " على حين " قال ابن أبي الحديد: قال قوم من النحاة " حين " هنا مبني على الفتح. وقال قوم: منصوب لاضافته إلى الفعل.
قوله عليه السلام: " لا تجعلن " أي لا تستمر على تلك الحال وإلا فقد كان للشيطان فيك أوفر نصيب.
وقال ابن أبي الحديد: ذكر نصر بن مزاحم في كتاب صفين (1) أن هذا الكتاب كتبه علي عليه السلام إلى معاوية قبل ليلة الهرير بيومين أو ثلاثة ثم قال: فلما أتى معاوية كتاب علي عليه السلام كتمه عمرو بن العاص أياما ثم