51 - نهج البلاغة: ومن كلام له (عليه السلام) في معنى طلحة والزبير: والله ما أنكروا علي منكرا ولا جعلوا بيني وبينهم نصفا وإنهم ليطلبون حقا تركوه ودما سفكوه، فإن كنت شريكهم فيه فإن لهم نصيبهم منه وإن كانوا ولوه دوني فما الطلبة إلا قبلهم وإن أول عدلهم للحكم على أنفسهم.
وإن معي لبصيرتي والله ما لبست ولا لبس علي وإنها للفئة الباغية فيها الحماء والحمة والشبهة المغدفة وإن الامر لواضح وقد زاح الباطل عن نصابه وانقطع لسانه عن شغبه.
وأيم الله لأفرطن لهم حوضا أنا ماتحه لا يصدرون عنه بري ولا يعبون بعده في حسي.
[و] منها:
فأقبلتم إلي إقبال العوذ المطافيل على أولادها تقولون: البيعة البيعة قبضت كفي فبسطتموها ونازعتكم يدي فجاذبتموها اللهم إنهما قطعاني وظلماني ونكثا بيعتي وألبا الناس علي فاحلل ما عقدا ولا تحكم لهما ما أبرما وأرهما المساءة فيما أملا وعملا ولقد استثبتهما قبل القتال واستأنيت بهما أمام الوقاع فغمطا النعمة وردا العافية (1).
تبيين النصف بالكسر والتحريك: الانصاف والعدل أي إنصافا أو حكما ذا إنصاف ويقال: ولي أمرا أي قام به. " والطلبة " بكسر اللام: ما طلبته من شئ. وقال في النهاية: لبست الامر بالفتح إذا خلطت بعضه ببعض وربما شدد للتكثير.
وقال ابن أبي الحديد: الحماء: الطين الأسود. وحمة العقرب: سمها أي في هذه الفئة الضلال والفساد. ويروى " الحما " بألف مقصورة وهو كناية عن الزبير