417 - قال نصر: وحدثنا عمرو بن شمر عن جابر قال: لما حمل ذو الكلاع ذلك اليوم بالفيلق العظيم من حمير على صفوف العراق ناداهم أبو شجاع الحميري تبت أيديكم أترون معاوية خيرا من علي أسد الله أضل الله سعيكم ثم أنت يا ذا الكلاع قد كنا نرى أن لك نية في الدين فقال ذو الكلاع: إيها يا أبا شجاع والله ما معاوية بأفضل من علي ولكني أقاتل عن دم عثمان. قال:
فأصيب ذو الكلاع حينئذ قتله خندف البكري في المعركة.
قال نصر: وقال معاوية لما قتل ذو الكلاع: لأنا أشد فرحا بقتل ذي الكلاع مني بفتح مصر لو فتحتها قال: لان ذا الكلاع كان يحجر على معاوية في أشياء كان يأمر بها.
قال نصر: فلما قتل ذو الكلاع اشتدت الحرب وشد عك ولخم وجذام والأشعريون من أهل الشام على مذحج من أهل العراق.
418 - وقال نصر: وحدثني عمرو بن الزبير: [قال:] لقد سمعت الخصين بن المنذر يقول: أعطاني علي ذلك اليوم راية ربيعة ومضر وقال: بسم الله سر يا حضين واعلم أنه لا تخفق على رأسك براية مثلها أبدا هذه راية رسول الله.
قال: فجاء أبو عرفاء جبلة بن عطية الذهلي إلى الحضين فقال: هل لك أن تعطيني الراية أحملها فيكون لك ذكرها ويكون لي أجرها؟ فقال الحضين وما غناي يا عم عن أجرها مع ذكرها فقال: إنه لا غناء بك عن ذلك ولكن أعرها عمك ساعة فما أسرع ما ترجع إليك قال حضين: فعلمت أنه قد استقتل (1) وأنه يريد أن يموت مجاهدا قال فقلت له: خذها فأخذها ثم قال لأصحابه إن عمل الجنة كره كله وثقيل وإن عمل النار خف كله وحبيب إن الجنة لا يدخلها إلا الصابرون الذين صبروا أنفسهم على فرائض الله وأمره وليس شئ مما افترض الله على العباد أشد من الجهاد هو أفضل الأعمال ثوابا عند